والحبة الولد وظلمات الأرض الأرحام والرطب ما يحيى من الناس واليابس ما يقبض وكل ذلك في إمام مبين
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « ما يقبض » كذا في أكثر النسخ وعلى هذا يحتمل أن لا يكون ذلك تفصيلا لأحوال السقط أي يعلم الحي من الناس ، والميت منهم وفي رواية العياشي (١) والطبرسي (٢) وعلي بن إبراهيم (٣) في تفاسيرهم [ يغيض ] بالغين المعجمة والياء المثناة من الغيض ، بمعنى النقص كما قال تعالى : « وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ » (٤).
وقال الفيروزآبادي : الغيض : السقط الذي لم يتم خلقه (٥) فيحتمل أن يكون المراد بالسقط ما يسقط قبل حلول الروح أو قبل خلق أجزاء البدن أيضا والمراد بالحبة ما يكون في علم الله أنه تحل فيه الروح ، وهو ينقسم إلى قسمين ، فإما أن ينزل في أوانه ، ويعيش خارج الرحم ، وهو الرطب ، وإما أن ينزل قبل كماله فيموت إما في الرحم أو في خارجها وهو اليابس.
وروى أيضا العياشي ، عن الحسين بن خالد قال : « سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قول الله « ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها » ـ الآية ـ فقال : الورقة السقط يسقط من بطن أمه من قبل أن يهل الولد ، قال : فقلت : وقوله : « وَلا حَبَّةٍ » قال : يعني الولد في بطن أمه إذا أهل وسقط من قبل الولادة ، قال : قلت : قوله : « وَلا رَطْبٍ » قال : يعني المضغة إذا استكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها ، وقبل أن ينتقل ، قال قلت : قوله : « وَلا يابِسٍ » قال الولد التام قال : قلت : « فِي كِتابٍ مُبِينٍ » قال : في إمام
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ج ١ ص ٣٦١ ح ٢٩ و ٢٨.
(٢) مجمع البيان : ج ٤ ص ٣١١.
(٣) تفسير القمّيّ ج ١ ص ٢٠٣.
(٤) سورة الرعد : ٨.
(٥) القاموس ج ٢ ص ٣٥٢.