.................................................................................................
______________________________________________________
ثلاث صخرات في طريقه ، فقالت يا داود خذنا فأخذها في مخلاته ، وكان شديد البطش قويا في بدنه شجاعا فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوى عليه ، ففصل طالوت بالجنود ، وقال لهم نبيهم يا بني إسرائيل « إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ » في هذه المفازة فمن شرب منه فليس مني من (١) الله « ومن لم يشرب فهو من (٢) الله إلا من اغترف غرفة بيده » فلما وردوا النهر أطلق الله لهم أن يغرف كل واحد منهم غرفة « فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ » فالذين شربوا كانوا ستين ألفا ، وهذا امتحان امتحنوا به كما قال الله.
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاث مائة وثلاث عشر رجلا فلما جاوزوا النهر ونظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه « لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ » « وقال الذين لم يشربوا » « رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ » فجاء داود عليهالسلام فوقف بحذاء جالوت وكان جالوت على الفيل ، وعلى رأسه التاج ، وفي جبهته ياقوتة يلمع نورها وجنوده بين يديه فأخذ داود عليهالسلام من تلك الأحجار حجرا فرمى به في ميمنة جالوت فمر في الهواء ، ووقع عليهم فانهزموا وأخذ حجرا آخر فرمى به مسيرة جالوت ، فانهرموا ورمى جالوت بحجر فصك الياقوتة في جبهته ووصلا إلى دماغه ووقع إلى الأرض ميتا وهو قوله : « فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ » (٣).
قوله تعالى « إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ » قال الشيخ الطبرسي (ره) : أي مختبركم وممتحنكم ، واختلف في النهر الذي ابتلوا به ، فقيل : هو نهر بين الأردن وفلسطين عن قتادة والربيع ، وقيل : هو نهر فلسطين عن ابن عباس والسدي ، قوله تعالى
__________________
(١ و ٢) في المصدر : من حزب الله.
(٣) تفسير القمّيّ ج ١ ص ٨١ ـ ٨٣.