ابنها على القليب فسعى ابنها هاربا فلما أثبتت أنه رسول الله صلىاللهعليهوآله صرخت به هؤلاء الصابئون ليس عليك منهم بأس فأتاها رسول الله صلىاللهعليهوآله فأمرها فاستقت دلوا من ماء فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوآله فشرب وغسل وجهه فأخذت فضلته فأعادته في البئر فلم تبرح حتى الساعة وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فأرسل إليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « فلما أثبتت » يقال أثبته أي عرفه حق المعرفة.
قوله عليهالسلام : « هؤلاء الصابئون » قال الجزري : يقال : صبأ فلان إذا خرج من دين إلى غيره ، وكانت العرب تسمى النبي صلىاللهعليهوآله الصابئ لأنه خرج من دين قريش إلى دين الإسلام (١).
قوله عليهالسلام « فلم تبرح حتى الساعة » أي لم يزل الماء من تلك البئر ، وقد نقل هذا الإعجاز في روايات كثيرة على وجه آخر.
منها : ما ذكره ابن الأثير في كامل التواريخ قال : لما نزلوا بالحديبية أخرج سهما من كنانته ، فأعطاه رجلا من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب ، فغزره في جوفه ، فجاش الماء بالري حتى ضرب الناس فيه بعطن ، وكان اسم الذي أخذ السهم ناجية بن عمر سائق بدن النبي صلىاللهعليهوآله انتهى.
أقول : قد أوردنا الأخبار الكثيرة في ذلك في كتابنا الكبير في أبواب معجزاته صلىاللهعليهوآله (٢) ولا تنافي بينهما كما جمع بينهما بعض أهل السير وذكروا أن جريان الماء بين أصابعه صلىاللهعليهوآله أيضا كان في تلك الغزوة.
قوله عليهالسلام : أبان بن سعيد » أقول : ذكر أكثر المؤرخين مكانه بديل بن ورقاء الخزاعي ولا عبرة بقولهم في مقابلة الخبر المعتبر.
__________________
(١) النهاية : ج ٣ ص ٣.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٧٣ ـ ٣٩.