.................................................................................................
______________________________________________________
وقال الماوردي في إعلام النبوة : أن كسرى بعث في الوقت إلى عامله باليمن بأذان ويكنى أبا مهران أن احمل إلى هذا الذي يذكر أنه نبي ، وبدأ باسمه قبل اسمي ودعاني إلى غير ديني ، فبعث إليه فيروز الديلمي في جماعة مع كتاب يذكر فيه ما كتب به كسرى ، فأتاه فيروز بمن معه ، فقال له : إن كسرى أمرني أن أحملك إليه فاستنظره ليلة ، فلما كان من الغد حضر فيروز مستحثا فقال له النبي صلىاللهعليهوآله أخبرني ربي أنه قتل ربك البارحة ، سلط الله عليه ابنه شيرويه على سبع ساعات من الليل ، فأمسك حتى يأتيك الخبر ، فراع ذلك فيروز وهاله وعاد إلى بأذان فأخبره ، فقال له بأذان كيف وجدت نفسك حين دخلت عليه؟ فقال : والله ما هبت أحدا كهيبة هذا الرجل ، فوصل الخبر بقتله في تلك الليلة من تلك الساعة ، فأسلما جميعا وظهر العبسي وما افتراه من الكذب ، فأرسل رسول الله إلى فيروز اقتله ، قتله الله فقتله.
وروي عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الله ، عن عبد الرحمن بن عوف قال بعث الله إلى كسرى ملكا وقت الهاجرة ، وقال : يا كسرى تسلم أو اكسر هذه العصا ، فقال بهل بهل فانصرف عنه ، فدعا حراسة وقال : من أدخل هذا الرجل علي؟ فقالوا ما رأيناه ، ثم أتاه في العام المقبل ووقته ، فكان كما كان أولا ثم أتاه في العام الثالث ، فقال تسلم أو اكسر هذه العصا ، فقال : بهل بهل فكسر العصا ثم خرج ، فلم يلبث أن وثب عليه ابنه ، فقتله.
قوله عليهالسلام : « قرانا » إما صفة للكتاب ، أي كتابا مقروا أو بدل منه ، ليظهر منه أن المراد بعض الكتاب.
قوله عليهالسلام : « يعني غلبتها فارس » الظاهر أن إضافة الغلبة إلى الضمير إضافة إلى المفعول ، أي مغلوبية روم من فارس ، ويمكن أن يقرأ على فعل الماضي.