الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ » أي يوم يحتم القضاء بالنصر
______________________________________________________
قال : وروي أن هرقل بعث رجلا من غسان ، وأمره أن يأتيه بخبر محمد ، وقال له احفظ لي من أمره ثلاثة أنظر على أي شيء تجده جالسا ، ومن على يمينه ، فإن استطعت أن تنظر إلى خاتم النبوة فافعل ، فخرج الغساني حتى أتى النبي صلىاللهعليهوآله فوجده جالسا على الأرض ، ووجد علي بن أبي طالب على يمينه ، وجعل رجليه في ماء يفور ، فقال : من هذا على يمينه قيل ابن عمه ، فكتب ذلك ، ونسي الغساني الثالثة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : تعال فانظر إلى ما أمرك به صاحبك ، فنظر إلى خاتم النبوة.
فانصرف الرجل إلى هرقل ثم قال : ما صنعت؟ قال : وجدته جالسا على الأرض والماء يفور تحت قدميه ، ووجدت عليا ابن عمه عن يمينه ، وأنسيت ما قلت لي في الخاتم ، فدعاني فقال ، هلم إلى ما أمرك به صاحبك ، فنظرت إلى خاتم النبوة.
فقال : هرقل هذا الذي بشر به عيسى بن مريم أنه يركب البعير فاتبعوه وصدقوه ، ثم قال للرسول اخرج إلى أخي فأعرض عليه ، فإنه شريكي في الملك فقال له فما طاب نفسه عن ذهاب ملكه.
قوله عليهالسلام : « وكتب إلى ملك فارس » بعث به مع عبد الله بن حذاقة إليه.
قال ابن شهرآشوب : ذكر ابن مهدي المامطيري في مجالسه أن النبي صلىاللهعليهوآله كتب إلى كسرى : من محمد رسول الله إلى كسرى بن هرمز ، أما بعد فأسلم تسلم ، وإلا فإذن بحرب من الله ورسوله ، والسلام على من اتبع الهدى » فلما وصل إليه الكتاب مزقه واستخف به ، وقال : من هذا الذي يدعوني إلى دينه ، ويبدأ باسمه قبل اسمي وبعث إليه بتراب فقال صلىاللهعليهوآله : مزق الله ملكه كما مزق كتابي ، أما إنه ستمزقون ملكه ، وبعث إلى بتراب أما إنكم ستملكون أرضه ، فكان كما قال.