.................................................................................................
______________________________________________________
قلنا : ولم لا كانت إصابته سببها الاتفاق والتخمين. وإنما كان يصح لكم هذا التأويل والتخريج لو كان على صحة أحكام النجوم دليل قاطع هو غير إصابة المنجم.
فأما إذا كان دليل صحة الأحكام الإصابة فإلا كان دليل فسادها الخطأ.
ومما أفحم به القائلون بصحة الأحكام ولم يحصل عنه منهم جواب أن قيل لهم في شيء بعينه ، خذوا الطالع واحكموا هل يؤخذ أو يترك ، فإن حكموا إما بالأخذ أو الترك خولفوا وفعل خلاف ما خبروا به » وقد أعضلتهم هذه المسألة والتعريف.
ثم قال (ره) ما معناه : إن من معجزات الأنبياء عليهمالسلام إخبارهم بالغيوب ، فكيف يقدر عليها غيرهم ، فيصير ذلك مانعا من أن يكون ذلك معجزا لهم ، ثم قال رضياللهعنه : والفرق بين ذلك وبين سائر ما يخبرون به من تأثيرات الكواكب في أجسامنا ، فالفرق بين الأمرين أن الكسوفات واقترافات الكواكب وانفصالها طريقة الحساب ، وسير الكواكب وله أصول صحيحة وقواعد سديدة ، وليس كذلك ما يدعونه من تأثيرات الكواكب الخير والشر ، والنفع والضر ، ولو لم يكن من الفرق بين الأمرين إلا الإصابة الدائمة المتصلة في الكسوفات. وما يجري مجراها ، ولا يكاد يتفق خطأ البتة ، فإن الخطأ المعهود الدائم إنما هو في الأحكام الباقية ، حتى إن الصواب هو العزيز فيها ، وما يتفق لعله فيها من إصابة فقد يتفق من المخمن أكثر منه فحمل أحد الأمرين علي الآخر قلة دين وحياء انتهى.
وقال رضياللهعنه في الغرر والدرر نحوا من ذلك وأشبع القول فيه ، وقال في تضاعيف ما استدل به على عدم كون الكواكب مؤثرة : وأقوى من ذلك كله ـ في نفي كون الفلك وما فيه من شمس وقمر وكواكب أحياء ـ السمع والإجماع ، وأنه