.................................................................................................
______________________________________________________
ونحوه قال في التحرير والقواعد.
وقال الشهيد « نور الله ضريحه » في قواعده : كل من اعتقد في الكواكب أنها مدبرة لهذا العالم وموجدة ما فيه فلا ريب أنه كافر ، وإن اعتقد أنها تفعل الآثار المنسوبة إليها والله سبحانه هو المؤثر الأعظم كما يقوله أهل العدل فهو مخطئ إذ لا حياة لهذه الكواكب ثابتة بدليل عقلي ولا نقلي ، وبعض الأشعرية يكفرون هذا كما يكفرون الأول ، وأوردوا على أنفسهم عدم إكفار المعتزلة ، وكل من قال بفعل العبد ، وفرقوا بأن الإنسان وغيره من الحيوان يوجد فعله ، من أن التذلل ظاهر عليه ، فلا يحصل منه اهتضام لجانب الربوبية ، بخلاف الكواكب ، فإنها غائبة عنه ، فربما أدى ذلك إلى اعتقاد استقلالها وفتح باب الكفر ، وأما ما يقال : من أن استناد الأفعال إليها كاستناد الاحتراق إلى النار وغيرها من العاديات ـ بمعنى أن الله تعالى أجرى عادته أنها إذا كانت على شكل مخصوص أو وضع مخصوص يفعل ما ينسب إليها ويكون ربط المسببات بها كربط مسببات الأدوية والأغذية بها مجازا باعتبار الربط العادي لا الفعلي الحقيقي ـ فهذا لا يكفر معتقده ، ولكنه مخطئ أيضا وإن كان أقل خطأ من الأول ، لأن وقوع هذه الآثار عندها ليس بدائم ولا أكثري.
وقال في الدروس : ويحرم اعتقاد تأثير النجوم مستقلة أو بالشركة ، والإخبار عن الكائنات بسببها أما لو أخبر بجريان العادة إن الله تعالى يفعل كذا عند كذا لم يحرم وإن كره ، على أن العادة فيها لا تطرد إلا فيما قل ، وأما علم النجوم فقد حرمه بعض الأصحاب ولعله لما فيه من التعرض للمحظور من اعتقاد التأثير أو لأن أحكامه تخمينية وأما علم هيئة الأفلاك فليست حراما بل ربما كان مستحبا لما فيه من الاطلاع على حكم الله وعظم قدرته.