وبلغ خراج البطائح (١) خمسة آلاف الف درهم (٢).
لقد كان العراق قلب الدولة الاسلامية النابض وقد بز سائر الامصار في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع ، وقد تهافت عليه جميع الثائرين (٣) ليتخذوه منطلقا لاهدافهم السياسية ... ان الكوفة كانت البلد الوحيد في الأقطار الاسلامية التي تفقه قيم الاحداث ومغزى التيارات السياسية فقد ساد فيها الوعي الاجتماعي إلى حد كبير وقد كان الكوفيون يفرضون آرائهم على حكامهم ، وإذا لم يحققوا رغباتهم سلوا في وجوههم السيوف وثاروا عليهم.
وعلى أي حال فقد اختار الامام الهجرة إلى الكوفة باعتبارها مركز القوة في العالم الاسلامي ، يقول عبد المتعال الصعيدي :
«ولم يخطئ الامام الحسين حينما ازمع على الهجرة إلى العراق لأنه المركز الصالح لقيام حكم عام يجمع أمر المسلمين ، ولهذا اختاره من قبله وقد حققت الأيام للعراق هذا الحكم فقامت به الدولة العباسية التي حكمت المسلمين نحو خمسمائة سنة» (٤).
ثانيا ـ ان الكوفة كانت مهدا للشيعة وموطنا من مواطن العلويين وقد اعلنت اخلاصها لأهل البيت في كثير من المواقف ، فقد اندفعت جموع الثائرين تحت قيادة مالك الاشتر النخعي أحد اعلام الشيعة ، إلى
__________________
(١) البطائح : أرض واسعة تقع ما بين واسط والبصرة ، كانت قرى متصلة وارضا واسعة معجم البلدان ١ / ٦٦٦.
(٢) الخراج وصنعة الكتابة (ص ٢٤٠) لقدامة بن جعفر
(٣) العراق في ظل الحكم الأموي (ص ٩)
(٤) مجلة الغري السنة التاسعة العدد ١١ ـ ١٤ ص ١٠٨