هناك ، ومن الناس من يزعم أنّه كلب الماء ، وعلى هذا يشكل ذكاته بدون الذبح ؛ لأنّ الظاهر أنّه ذو نفس سائلة ، والله أعلم (١). انتهى.
وعنه في حواشي القواعد ، قال : سمعت بعض مدمني السفر يقول : إنّ الخزّ هو القندس. وقال : وهو قسمان : ذو ألية ، وذو ذنب ، فذو الألية الخزّ ، وذو الذنب الكلب (٢). انتهى.
أقول : لم يتّضح لدينا المخالفة بين جلّ هذه الكلمات من حيث المفاد ؛ لإمكان أن يكون ما سمّوه بالقندس هو الذي سمّاه آخرون بكلب الماء ، وشبّهه ثالث بالثعلب ، وعن بعضهم التصريح بأنّ القندس هو كلب الماء.
وكيف كان فلا يقدح هذا النحو من الاختلاف في حجّيّة أصالة عدم النقل ، ولا في جواز التعويل في تشخيصه على إخبار أهل خبرته أو شهادتهم بذلك.
وأمّا ما حكاه المجلسي عن التجّار ـ من أنّها دابّة تعيش في البرّ ولا تموت بالخروج من الماء (٣) ـ فربما يؤيّده خبر حمران بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام من أنّه «سبع يرعى في البرّ ويأوى الماء» (٤).
ولكن قد ينافيه خبر ابن أبي يعفور ، المتقدّم (٥) الدالّ على أنّه دابّة إذا فقدت الماء ماتت ، وأنّ ذكاته خروجه من الماء كالحيتان ، وصحيحة عبد الرحمن بن
__________________
(١) الذكرى ٣ : ٣٦ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٦٥ ـ ٦٦.
(٢) حكاه عنه صاحب كشف اللثام فيه ٣ : ١٩١ ، وكذا العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ١٣٤.
(٣) تقدّمت عبارته في ص ٢٦١.
(٤) التهذيب ٩ : ٤٩ ـ ٥٠ ، ذيل ح ٢٠٥ ، الوسائل ، الباب ٣٩ من أبواب الأطعمة المحرّمة ، ح ٢.
(٥) في ص ٢٥٥.