أي جدب (١) وبلاء (يَطَّيَّرُوا) (٢)] أي يتشاءموا (٣) (بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ) من المؤمنين جيء في جانب الحسنة بلفظ الماضي مع إذا (٤) [لأنّ المراد بالحسنة الحسنة المطلقة] التّي حصولها مقطوع به (٥) [ولهذا (٦) عرفت] الحسنة [تعريف الجنس] أي الحقيقة (٧) ، لأنّ وقوع الجنس كالواجب (٨) لكثرته واتّساعه ،
______________________________________________________
(١) وهو خلاف الخصب ، وعطف البلاء تفسير ، أو من عطف لازم على الملزوم ، قال في المصباح : الجدب معنى هو انقطاع المطر ، ويبس الأرض.
(٢) أي كان أصله يتطيّروا ، أدغم التّاء بالطّاء فصار يطّيّروا.
(٣) ويقولوا هذا الجدب من شرّ موسى ، ومن معه من المؤمنين ، فإنّ التّشاؤم هو ترقّب حصول المكروه بسبب موسى ومن معه.
(٤) أي الشّاهد في هذه الآية الكريمة أنّه جيء في جانب إذا بفعل الماضي ، أي (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ ،) وفي جانب إن بفعل المضارع أي (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) ثمّ إنّه استشهد بالآية على استعمال إذا في المقطوع ، واستعمال إن في المشكوك فيه ، نظرا إلى أنّ كلامه تعالى يكون واردا على أساليب كلامهم ، وإلّا فالله سبحانه لا يتصوّر منه جزم ولا شكّ ، لأنّه علّام الغيوب ، والشّيء عنده تعالى إمّا معلوم الوقوع ، أو معلوم عدمه.
(٥) أي ولو في ضمن فرد من الأفراد ، وحاصل الكلام إنّ المراد بالحسنة المطلقة هي الغير المقيدة بنوع مخصوص ، التّي حصولها مقطوع به عادة ، وإن لم يكن كذلك عقلا.
(٦) أي لأجل أنّ الحسنة مطلقة عرفت تعريف الجنس.
(٧) أي التّفسير إشارة إلى أنّ المراد بالجنس ليس الجنس من حيث هو هو ، لعدم صلاحيته للمجيء ، وليس المراد به الاستغراق لعدم صحّته ، فتعيّن أن يكون المراد به الحقيقة الموجودة في ضمن فرد غير معيّن ، فالألف واللّام للعهد الذّهنيّ الّذي هو من شعب لام الجنس ، وقيل : إنّ المراد منه هو الاستغراق العرفيّ لا العهد الذّهنيّ.
(٨) هذا الكلام في الحقيقة شروع في بيان كون الحسنة المطلقة مناسبة لإذا ولفظ الماضي ، لأنّ جنس الحسنة لمكان تحقّقه في ضمن أيّ فرد من الأفراد ، وأيّ نوع من الأنواع له كثرة واتّساع ، وما كان كذلك وقوعه كالواجب ، وممّا يقطع به فيكون مناسبا للماضي الدّالّ على الوقوع ، وإذا الموضوع للجزم بالوقوع ، فقوله : «كالواجب» في كون وجوده ضروريا من