[في الجميع] أي جميع صور التّخصيص (١) [وراء التّخصيص] أي بعده (٢) [اهتماما بالمقدّم (٣)] لأنّهم يقدّمون الّذي شأنه أهمّ ، وهم ببيانه (٤) أعني (ولهذا (٥) يقدّر) المحذوف (٦) (في] بسم الله [مؤخّرا) أي باسم الله أفعل كذا ، ليفيد مع الاختصاص الاهتمام ، لأنّ المشركين كانوا يبدؤون بأسماء آلهتهم ، فيقولون : باسم اللّات ، باسم العزّى ، فقصد الموحّد تخصيص اسم الله بالابتداء (٧) للاهتمام والرّدّ عليهم.
______________________________________________________
(١) أي في جميع الصّور الّتي أفاد فيها التّقديم التّخصيص.
(٢) فسّر الشّارح «وراء» ببعد ، دون غير ، ليكون هذا التّفسير إشارة إلى أنّ تأخّر الاهتمام عن الاختصاص إنّما هو بحسب الرّتبة حيث يكون الاهتمام تابعا له ، ومتأخّرا عنه رتبة ، فالمقصود بالذّاتّ هو التّخصيص ، وهذا المعنى لا يستفاد من غير.
(٣) أي اهتماما بالمقدّم بعد التّخصيص ، والمراد بالاهتمام هو كون المقدّم ممّا يعتنى بشأنه لشرف وركنيّة ، فيقتضي ذلك تخصيصه بالتّقديم.
(٤) أي بذكر ما يدلّ عليه ، أعني أي أشدّ اهتماما ، وهم يرجع إلى البلغاء.
(٥) أي ولأجل أنّ التّقديم يفيد الاختصاص ، ويفيد مع ذلك الاهتمام والاعتناء بشأن ما أريد تقديمه يقدر المحذوف في] بسم الله [مؤخّرا.
(٦) أي عامل الجارّ والمجرور.
(٧) الباء داخلة على المقصور على ما اصطلحوا عليه ، أي فقصد الموحّد تخصيص الابتداء وقصره على اسم الله سبحانه للاهتمام ، حيث إنّه حاك عن الذّاتّ الواجب الوجود المستجمع لجميع الصّفات الكماليّة ، والرّدّ عليهم ، أي على المشركين ، فإنّهم كانوا يبدؤون بغير اسم الله ، ويهتمّون بذلك الغير ، ثمّ إنّ تخصيص الموحّد اسم الله بالابتداء ردّا عليهم من باب قصر القلب ، إن كان الكفّار قاصدين بقولهم : باسم اللّات والعزّى نفي الابتداء عن غير أسماء آلهتهم ، ومن باب قصر الإفراد إن كانوا قاصدين به تقرّبهم بالابتداء بأسمائها إليه سبحانه ، إذ على الأوّل هم يدّعون اختصاص تعلّق الابتداء بأسماء آلهتهم ، وعلى الثّاني يدّعون تعلّق الابتداء بها ، وباسمه تعالى ، ولازم ذلك كون القصر في الأوّل قصر قلب ، في الثّاني قصر إفراد.