وفي نحو : (١) (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) لأنّ تعليقها (٢) على المبتدأ ليس بعائد وفي نحو : زيد قام ، وزيد هو قائم (٣) لأنّ العائد فيهما مسند إليه ، ودخل فيه (٤) نحو : زيد أبوه قائم ، وزيد قام أبوه ، وزيد مررت به ، وزيد ضرب عمرا في داره ، وزيد ضربته ، ونحو ذلك من الجمل التّي وقعت خبر مبتدأ ، ولا تفيد التّقوّي (٥)
______________________________________________________
والخطاب ، فيقال : أنا قائم ، هو قائم ، أنت قائم.
(١) أي يخرج عن المسند السّببيّ المسند في نحو : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).
(٢) أي تعليق جملة (اللهُ أَحَدٌ) «على المبتدأ» أي على هو «ليس بعائد» ، وذلك لاتّحاد المبتدأ والخبر على تقدير أن يكون هو ضمير شأن ، فلفظة (هُوَ) حينئذ مبتدأ وجملة (اللهُ أَحَدٌ) خبره ، ولا تحتاج إلى عائد لأنّها عين المبتدأ في المعنى ، لأنّها مفسّرة له والمفسّر عين المفسّر ، وأمّا إذا فرض هو ضمير المسؤول عنه ، فالخبر مفرد لأنّ الخبر حينئذ هو (اللهُ) فقطّ ، لأنّه لمّا قال المشركون : صف لنا ربّك ، فنزلت هذه السّورة المباركة ، ولفظة (أَحَدٌ) حينئذ خبر بعد خبر. ويمكن أن يكون بدلا من (اللهُ ،) أو خبر مبتدأ محذوف ، أي هو أحد.
وكيف كان ففي تعليل خروج (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) بأن تعليقها على المبتدأ ليس بعائد نظر ، لأنّ العائد أعمّ من الضّمير وغيره ، ممّا يفيد التّعلّق كوضع المظهر موضع المضمر نحو : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ) وكون الخبر عبارة عن المبتدأ نحو : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).
(٣) أي يخرج عن المسند السّببيّ المسند في هذين المثالين «لأنّ العائد فيهما مسند إليه» والمسند السّببيّ على التّفسير المذكور ، هو ما لا يكون ذلك العائد مسندا إليه.
(٤) أي في تفسير المسند السّببيّ الجمل التّي يكون العائد فيها غير مسند إليه في تلك الجمل بأن يكون مجرورا أو منصوبا ، نحو الأمثلة المذكورة في الكتاب.
(٥) أي لعدم تكرار الإسناد في الجملة المشتملة على الجملة الكبرى في الأمثلة المذكورة ، لأنّ جملة الخبر في جميعها علّقت على المبتدأ بعائد ، ليس ذلك العائد مسندا إليه في تلك الجملة.