قمر ، فقد شبه النهار المشمس الذى شابه زهر الربا وهو مركب بالقمر أى : الليل المقمر وهو مفرد مقيد ؛ لأن المقمر وصف فى التقدير لليل للعلم بأن الموصوف بالمقمر هو الليل ، وسبب ذلك أن الضوء لما وقع على اخضرار النبات كسر ذلك الاخضرار منه فكأنه ضعف حتى صار كأنه ضوء مخلوط بالسواد حتى لا تبدو فيه الأشياء البادية فى النهار فصار كحال الليل المقمر فى ضعف إشراقه حتى لا تبدو فيه الأشياء الخفية بسبب مخالطة السواد ، وقوله : " تريا نهارا" هو تفسير لكيفية وجوه الأرض فهو بدل أو عطف بيان ، فكأنه يقول : تريا كيفية تلك الوجوه وهى كونها ذات إشراق مغلوب باسوداد ، وخص الربا بالرؤية ، لأنها أظهر ما يتحقق فيها تلك الكيفية ، فكأنها أشد خضرة لظهورها فيها أكثر أو لأنها أول ما تطلع عليه الشمس ، وذلك مناسب لأن الضوء فى ابتداء الطلوع ضعيف يناسب نقصانه بالاخضرار ، أو لأنها أنضر وأجمل من الأغوار لارتفاعها وطهارتها وتحرك حسن النسيم فيها ، أو لأنها أنضر وأجمل من الأغوار لارتفاعها وطهارتها وتحرك حسن النسيم فيها ، أو لأنها هى المقصودة بالنظر غالبا لنضارتها وعلوها وبدوها ، وهذا الوجه يرجع إلى الوجوه السابقة ؛ لأن قصدها باعتبارها ، وقيل المراد بالأزهار الأشجار التى لها أزهار إذا التفت فى الربا فلا يبدو ما تحتها إلا كما يبدو فى الليل وهو بعيد ، وقد مثل المصنف لسبعة أقسام مما ذكرنا المفردان والمقيدان ، والمفرد مع المقيد وعكسه ، والمركبان والمفرد مع المركب ، والمركب مع المقيد بناء على أن المقمر من المقيد كما تقدم ، وبقى مثالان مثال المقيد مع المركب ، ومثال المركب مع المفرد ؛ فالأول كتشبيه الليل المقمر بالنهار المشمس الذى شابه زهر الربا ، والثانى كتشبيه أعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد بالشقيق وأسقطهما لظهورهما ، ولإدخال الإفراد فى التقييد ، ثم أشار أيضا إلى تقسيم آخر فى مطلق التشبيه فقسمه إلى ملفوف ومفروق إن تعدد طرفاه معا ، وإلى تسوية وجمع إن تعدد أحدهما ، وهذه الأشياء أعنى اللف والتفريق والجمع والتسوية ولو كان الأقرب فيها أنها من البديع على ما يأتى فى اللف والنشر وغير ذلك ساقها فى التشبيه تكميلا لأقسامه مع أن فى بعضها شبه تركيب مفرد بمركب والعكس ، فناسب بعض أقسام التشبيه فقال :
تقسيم آخر للتشبيه باعتبار طرفيه :