(٢٩٩) وباعتبار الجامع قسمان ؛ لأنه : إما داخل فى مفهوم الطرفين ؛ نحو : (كلّما سمع هيعة ، طار إليها (١)) ؛ فإن الجامع بين العدو والطيران : هو قطع المسافة بسرعة (٢) ، وهو داخل فيهما ؛ وإما غير داخل ، كما مر (٣).
وأيضا : إمّا عاميّة ، وهى المبتذلة ؛ لظهور الجامع فيها ؛ نحو : رأيت أسدا يرمى ،
أو خاصّيّة ، وهى الغريبة ، والغرابة قد تكون فى نفس المشبّه ؛ كقوله (٤) [من الكامل] :
وإذا احتبى قربوسه بعنانه |
علك الشّكيم إلى انصراف الزّائر |
(٣٠٦) وقد تحصل بتصرف فى العامّيّة ؛ كما فى قوله [من الطويل] :
وسالت بأعناق المطىّ الأباطح (٥)
إذ أسند الفعل إلى الأباطح دون المطى أو أعناقها ، وأدخل الأعناق فى السير.
(٣٠٨) وباعتبار الثلاثة (٦) ستة أقسام ؛ لأن الطرفين إن كانا حسيّين ، فالجامع إمّا حسيّ ؛ نحو : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً)(٧) ؛ فإنّ المستعار منه ولد البقرة ، والمستعار له الحيوان الذى خلقه الله تعالى من حلى القبط ، والجامع لها الشكل ؛ والجميع حسىّ.
__________________
(١) جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب : فضل الجهاد والرباط (٤ / ٥٥٣) ، ط. الشعب ، وأوله : من خير معاش الناس لهم رجل ....
(٢) سقطت من المطبوع من (متن التلخيص) واستدركناها من شروح التلخيص (٤ / ٨١) ط دار السرور ـ بيروت لبنان.
(٣) من استعارة الأسد للرجل الشجاع.
(٤) البيت لمحمد بن يزيد بن مسلمة. فى الإشارات ص ٢١٦. القربوس : مقدم السرج. علك : مضغ. الشكيم : الحديدة المعترضة فى فم الفرس.
(٥) البيت لكثير عزة الإشارات ص ٢١٧ ، وصدره : أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا.
(٦) أى المستعار منه والمستعار والجامع.
(٧) طه : ٨٨.