البانيان (١) فرمى (٢) به صاحبه على ساحل أبين إلى البر ، فتغير المركب بما فيه وسلم الركبة ، ودخلوا عدن من طريق البر ، فلما وصل حسين بالخشب إلى البندر رمى البلد بجملة مدافع كبار ورمى أهل البلد فلم توثر مدافعه (٣) ومكث في البندر يومين ، ثم نزل بعسكر لمحاربة البلد إلى الممشى الذي جعلوه الدولة متّصلا بجبل صيرة (٤) فخرج إليه عسكر البلد ، فحصل بينهم قتال عظيم قتل فيه جمع من المصريين ، وانهزم حسين راجعا إلى مراكبه ، ونوّرت (٥) الحصون واصبح حسين راحلا عن البندر بخشبه ، فصادف رجوع سلمان ومن معه فلامهم عن ارتفاعهم عن البندر ، وقصدوا جميعا البندر ، وكان الرتبة الذي بحصن صيرة قد [قل عليهم الزّاد](٦) فطلبوا من الأمير مرجان أن يمّدهم بالزّاد والرّجال فلما رأى الأمير مرجان ارتفاع الأمير حسين (٧) من البندر تهاون في امدادهم وبحسب (٨) أن رأوا الرّتبة المراكب راجعة (٩) إلى البندر نزلت الرتبة الذين كانوا بصيرة جميعهم إلى البلد ، فلما رآهم سلمان طلع إلى صيرة في جمع من أصحابه واستولى على حصن صيرة ، ونصب (١٠) بها عليهم مدافع ، وظنّ الناس بأخذه صيرة يأخذ البلد
__________________
(١) البانيان : كلمة هندية معناها «التاجر» (البحر الأحمر ١٦٢) قلت أطلقت هذه اللفظه عند أهل اليمن على التجّار الكفرة الوثنيين. من أهل الهند ولا تطلق على المسلمين.
(٢) القلائد : جدح.
(٣) كذا وعبارة القلائد : ورمى إلى البلد بجملة مدافع كبار ورموه أهل البلد فلم يؤثر فيهم ولم يؤثروا فيه.
(٤) صيرة : بكسر الصاد جزيرة صغيرة في أعلاها قلعة حصينه تقع شرق مدينة عدن ، وترتبط معها بواسطة جسر حجري يمتد وسط مياه خليج حقات (لعله الممشى المذكور هنا).
(٥) نوّرت. أشعلت النيران إظهارا للفرح والزينة.
(٦) بياض في مخطوطات القلائد.
(٧) الأصل : الأمر حبز وأصلحناه من القلائد.
(٨) في (س) وبحتسبب وفي القلائد : فحسب.
(٩) القلائد : صارية.
(١٠) هنا سواقط كثيرة في مخطوطة القلائد وكذا في مخطوطة. صاحب البحر الأحمر.