بمصر ، والسعدي نسبه إلى بني سعد بإقليم الشرقية من أقاليم مصر أيضا ومسكنه الشرقية ، لكن انتقل إلى محلة أبي الهيتم بالغربية ، وأما شهرته بابن حجر فقيل أن أحد أجداده كان ملازما للصّمت لا يتكلّم إلا عن ضرورة أو حاجة فشبّهوه بحجر ملقى لا ينطق ، واشتهر بذلك ، وقد اشتهر بهذا اللّقب أيضا شيخ الإسلام العسقلاني ، وكان صاحب الترجمة يشبهه في فنه الذي اشتهر به وهو الحديث مع ما منحه الله به من الزّيادة عليه من علم الفقه الذي لم يشتهر به الحافظ العسقلاني هذا الاشتهار ، وما أحسن ما قال الشيخ عبد العزيز بن علي الزمزمي في قصيدة :
منك المعارف فاضت عذبة ولكم |
|
عذبا زلالا فاض من حجر |
ولصاحبنا الفقيه النبيه أحمد بن محمد الجابري رحمهالله تعالى :
قد قيل من حجر أصم تفجرت |
|
للخلق بالنّص الجلي أنهار |
وتفجرت يا معشر العلماء من |
|
حجر العلوم فبحرها زخّار |
أكرم به بحرا (١) محيطا بالعلا |
|
ورحاؤه حقّا عليه تدار |
ووقفت على مسودة في شهر ربيع الأول لرجل منشىء من أهل الهند تاريخ سنة ست وتسعين وتسعمائة : وأنا محمد بكر (٢) والرجل يسمى حاجي دبير قال : وضابط وفاة حافظ العصر شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي بمكة المشرفة رحمهالله تعالى جاء «شيخ مكة» بزيادة عدد واحد فأشرت إلى هذه الزيادة بطريق المعنى بقولي :
حافظ السنة لما |
|
مات في خير المشاهد |
قال في ضابط موت |
|
شيخ مكة غير واحد |
وفيها (٣) : توفي السّلطان سليمان بن سليم في شهر صفر ، وكان
__________________
(١) النور : قطبا.
(٢) كذا في الأصل ولعله محمد بن أبي بكر بافقيه. وإذا صح هذا فيكون مؤلف الكتاب هو المذكور وليس الطيب إلا أن يكون الأخير قد أكمله والله أعلم.
(٣) النور السافر : ٢٦٣.