ناظر الدولة وعلى الصفيّ ناظر البيوت ، المعروف بكاتب قوصون ، في سنة خمس وأربعين وسبعمائة ، ومات حمال الكفاة في العقوبة يوم الأحد سادس شهر ربيع الأوّل ، عيّن ابن زنبور لوظيفة نظر الخاص ، ثم قرّر فيها القاضي موفق الدين هبة الله بن إبراهيم ناظر الدولة ، وكان ابن زنبور وهو مستوفي الصحبة ، قد سيّره حمّال الكفاة قبل القبض عليه ، لكشف القلاع الشامية ، ومعه جارا كتمر الحاجب إبعادا له ، وكان الأمير أرغون العلائي يعني به ، فلما قبض على حمّال الكفاة ، تحدّث له العلائي مع السلطان الملك الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون في نظر الخاص ، فبعث في طلبه ، ثم لم يحضر إلّا بعد شهر ، فتحدّث الوزير نجم الدين محمود بن عليّ المعروف بوزير بغداد مع السلطان في ولاية الموفق نظر الخاص ، فخلع عليه ، وحضر ابن زنبور من الشام فباشر نظر الدولة علم الدين بن سهلوك وابن زنبور على ما هي عادته في استيفاء الصحبة ، ونهض في المباشرة وحصّل الأموال ودخل هو والوزير نجم الدين وشكيا ، توقف الدولة من كثرة الإنعامات والإطلاقات للخدم والجواري ، ومن يلوذ بهم ، فتقرّر الحال مع الأمراء على كتابة أوراق بكلفة الدولة ، فلما قرئت بمحضر من الأمراء بلغت الكلف ثلاثين ألف ألف درهم ، والمتحصل خمسة عشر ألف درهم ، فأبطل ما استجدّ بعد موت الملك الناصر بأسره ، فلم يستمرّ غير شهر واحد حتى عاد الأمر على ما كان عليه ، بحيث بلغ مصروف الحوائج خاناه في كل يوم اثنين وعشرين ألف درهم ، بعد ما كانت في أيام الناصر محمد ثلاثة عشر ألف درهم ، فلما مات الملك الصالح إسماعيل وأقيم في الملك من بعده أخوه الملك الكامل سيف الدين شعبان بن محمد ، صرف الموفق عن نظر الخاص ونقل ابن زنبور من استيفاء الصحبة إليها ، واستقرّ فخر الدين السعيد في استيفاء الصحبة ، وذلك في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وسبعمائة ، فباشر ذلك إلى أخريات رجب نيفا وثمانين يوما ، فولى الملك الكامل نظر الخاص لفخر الدين ابن السعيد مستوفي الدولة ، وأعاد ابن زنبور من نظر الخاص إلى استيفاء الدولة ، فلما كان في المحرّم سنة سبع وأربعين ، أعيد نجم الدين وزير بغداد إلى الوزارة ، وقرّر ابن زنبور في نظر الدولة ، فاستمرّ إلى أن قتل الكامل شعبان ، وأقيم في الملك من بعده أخوه الملك المظفر حاجي في مستهل جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين ، فطلب ابن زنبور وأعيد إلى نظر الخاص ، وقبض على فخر الدين بن السعيد ، وطولب بالحمل ، وأضيف إليه نظر الجيش ، فباشر ذلك إلى سنة إحدى وخمسين ، فأضيف إليه الوزارة في يوم الخميس سابع عشري ذي القعدة ، وخلع عليه ، وكان له يوم عظيم جدّا ، فلما كان يوم السبت جلس بشباك قاعة الصاحب من القلعة في دست الوزارة ، واستدعى جميع المباشرين وطلب المقدّم ابن يوسف وشدّ وسطه على ما كان عليه ، وطلب المعاملين وسلفهم على اللحم وغيره ، واستكتب المباشرين أنه لم يكن في بيت المال ولا الاهرا من الدراهم والغلال شيء البتة ، ودخل بها وقرأها على السلطان والأمراء ، وشرع في عرض