التجار درهم ، وعلى كلّ دار در همان ، وعلى كلّ بستان الفدّان من عشرين درهما إلى عشرة دراهم ، وعلى كلّ طاحون خمسة دراهم. عن الحجر ، وعلى كلّ صهريج في تربة بالقرافة أو في ظاهر القاهرة أو في مدرسة من عشرة دراهم إلى خمسة دراهم ، وعلى كل تربة من ثلاثة دراهم إلى در همين ، وعلى أصحاب المقاعد والمتعيشين في الطرقات شيء ، وكشفت البساتين والدور التي استجدّت من بولاق إلى منية الشيرج ، والتي استجدّت في الحكورة ، والتي استجدّت على الخليج الناصريّ ، وعلى بركة الحاجب ، وفي حكر أخي صاروجا ، وقيست أراضيها كلها ، وأخذ عن كلّ ذراع منها خمسة عشر درهما ، وأخذ عن كلّ قمين من أقمنة الطوب شيء ، وعن كلّ فاخورة من الفواخير شيء ، وفرض على كلّ وقف بالقاهرة ومصر والقرافتين من الجوامع والمساجد والخوانك والزوايا والربط شيء ، وكتب إلى ولاة الأعمال بالجباية من ديورة النصارى وكنائسهم من مائتي درهم إلى مائة درهم ، وقرّر على الفنادق والخانات التي بالقاهرة ومصر شيء ، وقرّر على ضامنة الأغاني مبلغ خمسين ألف درهم ، وأقيم لكل جهة شادّ وصيرفي وكتّاب وغير ذلك من المستحثين من الأعوان ، فنزل من ذلك بالناس بلاء كبير وشدّة عظيمة ، فإنه أخذ حتى من الشيخ والعجوز والأرملة ، وجبى المال منهم بالعسف ، وأبطل كثير منهم سببه لسعيه في الغرامة ودهي الناس مع الغرامة ، يتسلط الظلمة من العرفاء والضمان والرسل ، فكان يغرم كلّ أحد للقابض والشادّ والصيرفيّ والشهود سوى ما قرّر عليه جملة دراهم ، فكثر كلام الناس في الوزير حتى صاروا يلهجون بقولهم هذه سخطة مرصص نزلت من السماء على أهل مصر ، وقاسوا شدّة أخرى في تحصيل الأصناف التي يحتاج إليها ، ونزل الوزير منجك وضرب له خيمة على جانب الروضة ، ونادى في الحرافيش والفعلة ، من أراد العمل يحضر ويأخذ أجرته درهما ونصفا وثلاثة أرغفة ، فاجتمع إليه عالم كثير ، وجعل لهم شيئا يستظلون به من حرّ الشمس ، وأحسن إليهم ، ورتب عدّة مراكب لنقل الحجر ، وأقام عدة من الحجارين في لجبل لقطع الحجر ، وجمالا وحميرا تنقلها من الجبل إلى البحر ، ثم تحمل من البرّ في المراكب إلى برّ الجيزة ، وابتدأ بعمل الجسر من الروضة إلى ساقية علم الدين بن زنبور ، وعارضه بجسر آخر من بستان التاج إسحاق إلى ساقية ابن زنبور ، وأقام أخشابا من الجهتين ، وردم بينهما بالتراب والحجر والحلفاء ، ورتب الجمال السلطانية لقطع الطين من برّ الروضة وحمله إلى وسط الجسر ، وأمر أن لا يبقى بالقاهرة ومصر صانع إلا حضر العمل ، وألزم من كان بالقرب من داره كوم تراب أن ينقله إلى الجسر ، فغرم كل واحد من الناس في نقل التراب من ألف درهم درهم إلى خمسمائة درهم ، وكان كلّ ما ينقل في المراكب من الحجر وغيره يرمى في وسط جسر المقياس ، وتحمله الجمال إلى الجسر ، ثم اقتضى الرأي حفر خليج يجري الماء فيه عند زيادة النيل لتضعف قوّة التيار عن الجسر ، فأحضرت الأبقار والجراريف والرجال لأجل ذلك ، وابتدؤوا حفره من رأس موردة الحلفاء تحت الدور إلى بولاق ، وكانت الزيادة