الرد على محاولة أهل الكتاب المجرمة ، وخديعتهم بإظهار الإسلام ، ثم اظهار الارتداد عنه ، ليشككوا بذلك ضعاف العقول من أتباع الرسول الأعظم (ص) ، القصد الرد عليهم بأن هذه الخديعة لا تجديهم شيئا ، لأن الإسلام هداية من الله لا تزيله ولا تزعزعه المكائد والمصائد .. قال تعالى : (وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ) ـ ٣٧ الزمر».
(أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ). هذا آخر ما حكاه هنا من كلام أهل الكتاب. وخلاصة المعنى ان رؤوس أهل الكتاب كانوا يعتقدون بينهم وبين أنفسهم بأنه يجوز أن يرسل الله نبيا من غير بني إسرائيل ، وان النبوة ليست وقفا عليهم .. ولكنهم بعد ان جاء محمد (ص) أظهروا أمام الناس ، حسدا وبغيا ، ان كتبهم وديانتهم تحتم أن يكون النبي من بني إسرائيل وحدهم ، دون غيرهم ، أظهروا هذا ، وهم يعلمون بأنهم كاذبون ومعاقبون ، ومحجوجون غدا عند الله ، وخافوا أن يصل علمهم بأنهم كاذبون محجوجون عند الله ، أن يصل الى المسلمين ، فيزدادوا تمسكا بالإسلام ، لذلك قال بعضهم لبعض : إياكم أن تقولوا أمام المسلمين : انّا نحن أهل الكتاب نعتقد بأنه يجوز أن يؤتي الله النبوة لغير اسرائيلي ، أو تقولوا أمام المسلمين : انّا محجوجون غدا ومغلوبون ، لكتماننا الحق ومعاندته.
وبتعبير ثان ان أهل الكتاب ، وبخاصة اليهود ، قد علموا علما أكيدا انهم على ضلال بتكذيبهم محمدا (ص) ، وخافوا أن يخبر المسلمين مخبر منهم بهذه الحقيقة ، فتواصوا بالتستر على ضلالهم ، واظهار ان النبي لا يكون ولن يكون عربيا.
هذا هو خلق اليهود منذ وجدوا ، حتى اليوم ، والى آخر يوم .. يكذبون ويعلمون انهم يكذبون ، ويتخذون ستارا واهيا من التلبيس والتمويه ، ولكن سرعان ما يفتضحون .. وليس القرآن الكتاب الوحيد الذي سجل رذائلهم وجرائمهم فإن كتب الأديان ، وبخاصة الإنجيل ، وكتب التاريخ والصحف والاذاعات كلها تردد وتكرر تاريخهم المجرم الآثم .. وهذا هو السر في اضطهاد الأمم لهم ، والتنكيل بهم من عهد فرعون الى عهد هتلر .. وما استطاعت أمة على وجه