وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (٥٧) ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (٥٨))
الإعراب :
عيسى محله الضم ، لأنه منادى مفرد ، والذين اتبعوك مفعول أول لجاعل ، وفوق ظرف متعلق بمحذوف مفعول ثان ، وإلى يوم القيامة متعلق بهذا المحذوف ، والتقدير كائنين فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة.
اختلف الناس في أمر عيسى اختلافا شديدا .. اختلفوا في أصل وجوده ، واختلفوا في طبيعته ، واختلفوا في موته .. فمن قائل : لا وجود له إطلاقا ، وانما هو بطل اسطوري ، ظهر هذا القول في المانيا وفرنسا وانكلترا في القرن التاسع عشر ، وهو أسخف من السخف ، لأنه تماما كقول من ينفي الطوائف المسيحية والاسلامية التي تؤمن بالمسيح .. ومن قائل : انه إله ، وقائل : بل هو انسان ، وقائل : هو إله وانسان في وقت واحد ، وقالت اليهود فيه وفي أمه ما يهتز له العرش.
واختلف المسلمون فيما بينهم ، فقال أكثرهم : ان المسيح لم يمت ، وانه حي في السماء ، أو في مكان ما بجسمه وروحه ، وانه يخرج في آخر الزمان الى الأرض ، ثم يتوفاه الله بعد ذلك الوفاة الحقيقية .. وقال كثير من المسلمين : انه مات حقيقة ، وان الذي ارتفع الى السماء روحه ، لا جسمه.
وسبب هذا الاختلاف بين المسلمين هو اختلاف ظاهر النص ، فالآية ١٥٨ من سورة النساء تقول : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ