والرجال أمام الصبيان والصبيان أمام الخناثى والخناثى أمام النساء.
وقال ابن الجنيد : يقوم الرجال أولا ثم الخصيان ثم الخناثى ثم الصبيان ثم النساء ويقدم الأحرار على العبيد والإماء والاشراف على غيرهم والعلماء من الاشراف على من لا علم له ، والأحق بقرب الامام من تصح منه النيابة عند احتياج الامام إليها.
قال في الذكرى : والخلاف بينه وبين الشيخ في تقديم الصبيان على الخناثى فالشيخ نظر الى تحقق الذكورية في الصبيان ونظر ابن الجنيد الى تحقق الوجوب في الخناثى دون الصبيان وهو حسن واختاره ابن إدريس والفاضل. انتهى.
أقول : الظاهر انهم بنوا في هذا الترتيب المذكور على مجرد الاعتبار لعدم وجود ما يدل عليه من الأخبار كما يشير اليه كلام الشهيد في وجه اختلاف الشيخ وابن الجنيد.
الثاني ـ قد صرح جملة : منهم ـ العلامة والشهيدان (رضى الله عنهم بأن الأفضل وقوف الإمام في وسط الصف ، قال في المنتهى : ويستحب أن يقف الإمام في مقابلة وسط الصف لتتساوى نسبة المأمومين إليه فيمكنهم المتابعة ، وقد روى الجمهور عن النبي صلىاللهعليهوآله (١) انه قال : «وسطوا الامام وسدوا الخلل».
أقول : روى ثقة الإسلام في الكافي عن على بن إبراهيم رفعه (٢) قال : «رأيت أبا عبد الله عليهالسلام يصلى بقوم وهو الى زاوية من بيته بقرب الحائط وكلهم عن يمينه وليس على يساره أحد».
وهذا الخبر كما ترى ظاهر في خلاف ما ذكروه ، ويؤيده أن أفضلية اليمين تقتضي استحباب توسيعها. ولا معارض للخبر المذكور إلا ما ينقلونه من هذا الخبر العامي.
وأما ما ذكره في الذكرى في سنة الموقف في الجماعة ـ حيث قال : وخامسها
__________________
(١) سنن ابى داود ج ١ ص ١٨٢ رقم ٦٨ باب مقام الامام من الصف.
(٢) الوسائل الباب ٢٣ من صلاة الجماعة.