قرآنا كثيرا فانطلق ابى وافدا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله في نفر من قومه فقال النبي صلىاللهعليهوآله «يؤمكم اقرأكم لكتاب الله» فقدموني فكنت أصلي بهم وانا ابن سبع سنين أو ثمان».
وربما أجيب عن خبر ابى عبيدة بأن المراد بالأقرإ فيه الأفقه ، لأن المتعارف كان في زمانه صلىاللهعليهوآله انهم إذا تعلموا القرآن تعلموا أحكامه ، قال ابن مسعود (١) «كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف أمرها ونهيها» وإطلاق القارئ على العالم بأحكام الشريعة غير عزيز في الصدر الأول.
واعترض عليه بان جعل الأعلم مرتبة بعد الاقرأ صريح في انفكاك القراءة عن العلم بالسنة ، وتعلم أحكام القرآن غير كاف في الفقه إذ معظمه يثبت بالسنة ، وبان فيه عدولا عن ظاهر اللفظ. وهو جيد.
وظني ان الوجه في الجواب عن الخبر المذكور وأمثاله انما هو ما ذكرته من الحمل على التقية فإنها هي السبب التام في اختلاف الأحكام الشرعية وان كانت هذه القاعدة غير معمول عليها بين أصحابنا (رضوان الله عليهم كما قدمنا ذكره في غير مقام
الثاني ـ قد خسر جماعة من الأصحاب الاقرأ بمعنى الأجود قراءة وإتقانا للحروف وأشد إخراجا لها من مخارجها. وزاد بعضهم على الأمور المذكورة الأعرف بالأصول والقواعد المقررة بين القراء. وقيل ان المراد أكثر قرآنا. ونسبه في البيان إلى الرواية.
أقول : ولعله أشار بذلك الى ما روى (٢) من «ان الأعمى يؤم القوم إذا رضوا به وكان أكثرهم قراءة». وفي صحيح محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام (٣) «أنه
__________________
(١) في سنن البيهقي ج ٣ ص ١١٩ عن عبد الله : كنا إذا تعلمنا من النبي «ص» عشر آيات من القرآن لم نتعلم من العشر التي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيه. قيل لشريك من العمل؟ قال نعم ...
(٢) الوسائل الباب ٢١ من صلاة الجماعة. وفيه ايضا «وأفقههم».
(٣) الوسائل الباب ١٦ من صلاة الجماعة.