التبقّي : بمعنى الاستبقاء ، كالتقصّي بمعنى الاستقصاء ، وفي أمثالهم : لا ينفعْك من زَادٍ تُبقّى. وقال ذو الرّمة :
*وأَدرَك المُتَبَقّي من ثَمِيلَتِه (١) *
والمعنى الأَمْرُ باستقباء النفس ، وألا يُلْقى بها إلى التّهلُكة ، والتحرّز من المَتَالف ، والهاءُ ملحقةٌ للسكت.
[بقر] (*) : نهى عن التَّبَقُّر في الأَهْلِ والمال.
التبقّر : تفعّل ، من بقَر بطنه ؛ إذا شقّه وفتحه ، فوُضِع موضع التفرّق والتبدّد.
والمعنى النّهي عن أن يكونَ في أَهْل الرجل ومالِه تفرّق في بلادٍ شتّى ؛ فيؤدّي ذلك إلى توزّع قلبه. وهذا التفسير معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه : فكيف بمالٍ بِرَاذَان ومالٍ بكذا؟.
[بقع] (*) : قال أبو مُوَيْهِبة رضي الله عنه : طرقَني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا مُوَيْهِبةَ ؛ إني قد أُمِرْتُ أن أستغفرَ الله لأهلِ البقيع ؛ فانطلقتُ معه ، فلما تَفَوَّهَ البَقِيع قال : السلام عليكم. في كلام ذكره.
المراد بَقِيع الغَرْقَد : مقبرة بالمدينة.
تَفَوَّهَ ، أي دخل فُوّهته ، وهي مَدْخله ، يقال : تفوَّهت الزّقاق والسِّكة.
[بقر] : أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ـ قال أبو موسى الأشعري حين أقبلت الفِتنة بعد مَقْتَلِه : إنَّ هذه الفتنةَ بَاقِرَةٌ كداءِ البَطن ، لا يُدْرَى أيْنَ يُؤْتى له!.
أي صادِعة للأُلفة شاقَّةٌ للعصا ، وشبَّهها في تعذّر تلافيها والحيلةِ في كشفها بداءِ البطن الذي أعضل وأَعيت مُدَاوَاته.
[التبقط] (*) : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ـ حمل على عَسْكَرِ المشركين فما زالوا يُبَقِّطُون.
__________________
(١) عجزه :
ومن ثمائلها واستثنى ، الغرب
والبيت في ديوان ذي الرمة ص ١١.
(*) [بقر] : ومنه في حديث أبي موسى : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيأتي على الناس فتنة باقرة تدع الحليم حيران. وفي حديث حذيفة : فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا. ومنه حديث الإفك : فبقرت لها الحديث. وفي حديث هدهد سليمان عليه السلام : فبقر الأرض. وفي كتاب الصدقة لأهل اليمن : في ثلاثين باقورة بقرة. النهاية ١ / ١٤٤ ، ١٤٥.
(*) [بقع] : ومنه الحديث : أنه أمر بقتل خمس من الدواب ، وعد منها الغراب الأبقع. وفي حديث أبي هريرة : أنه رأى رجلاً مُبقع الرجلين وقد توضأ. ومنه الحديث : ففاتحته فإذا هو باقعة. النهاية ١ / ١٤٥ ، ١٤٦.
(*) [بقط] : ومنه في حديث عائشة : ما اختلفوا في بقطة. النهاية ١ / ١٤٥.