والمعنى أنه يَظَلُّ منتفخاً من الغَضَب والضّجَر ـ وقد روي مهموزاً.
[حبك] : في صفة الدجَّال : رَأْسُه حُبُك.
الحُبُك : هي الطَّرَائق ، واحدُها حِباك أو حَبيك ، أو هو جمع حَبيكة.
ومنه حديث قتادة رحمه الله : الدَّجالُ قَصْد (١) من الرِّجال ، أجْلَى الجَبِين ، بَرَّاق الثنايا ، مُحَبَّك الشَّعَر ـ وروي : مَحَبَّل.
أي كلُّ قرن من قرونه حَبْل ، لأنَّهُ جَعله تَقَاصِيب (٢).
[حبل] : إنّ الأَنصار لما أَرَادُوا أَنْ يُبَايِعُوه قال أَبو الهيثم بن التَّيِّهَان : يا رسولَ اللهِ ؛ إنَّ بيننا وبينَ القوم حِبَالاً ، ونحن قاطِعُوها ؛ فنخشى إِنَّ اللهَ أعزَّكَ وأَظْهَرَك أنْ ترجعَ إلى قَومك.
فتبسَّم رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، ثم قال : بل الدَّمُ الدَّمُ ، والهَدْمُ الهَدْم ـ وروي : بل اللَّدَم اللَّدَم ، والْهَدَم الْهَدَم ، أَنَا منكم وأنتم منِّي ، أُحارب من حاربتُم ، وأسالم من سالمتم.
الحِبال : العهود.
والهَدْم بالسكون : أن يُهْدَم دَمُ القتيل ، أي يُهْدَر ، يقال : دماؤهم هَدْم بينهم.
والمعنى دَمُكم دَمِي وهَدْمُكم هَدْمِي ، يريد إنْ طُلِب دمُكم فقد طُلِبَ دَمي ، وإن أُهْدِرَ فقد أُهْدِر دَمي لاستحكام الألفة.
وأما اللَّدَم : فهي الحُرَم ، جمع لَادِم ، لأنهن يلْتَدِمن (٣) على صاحبهن إذا هلك.
والْهَدَم : المنزل ، وهو فَعَل بمعنى مفعول ، لأنه يُهْدَم ؛ أي حُرَمي حُرَمكم ، ومنزلي منزلكم.
وقيل : المراد بالهَدَم : القَبْر ، أي وأُقْبَر حيث تُقْبَرون ؛ كقوله صلى الله عليه وآله وسلم لهم : المَحْيَا مَحْيَاكم ، والمَمَات مَمَاتُكم.
[حبن] (*) : إنّ رَجُلاً أَحْبَن أَصابَ امْرَأَةً ، فسُئِل ، فاعْترف ، فأَمر به فجُلِد بأُثْكُول النَّخْل ـ وروي : بإثْكال النَّخْل.
__________________
(١) القصد من الرجال : الذي ليس بجسيم ولا بقصير.
(٢) القصبة (بسكون الصاد) : خصلة من الشعر تلتوي.
(٣) الالتدام : ضرب النساء صدورهن في النياحة.
(*) [حبن] : ومنه حديث عروة : إن وفد أهل النار يرجعون زبّاً حبناً. وفي حديث عقبة : أتموا الصلاة ، ولا تصلوا صلاة أم حبين. وفي حديث ابن عباس : أنه رخص في دم الحبون. ومنه الحديث : الاحتباء حيطان العرب. ومنه الحديث : أنه نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب. وفي حديث سعد : نَبَطيٌّ في حبوته. النهاية ١ / ٣٣٥ ، ٣٣٦.