الله عن أصل موضوعه غيّروا لَفْظه ، فقالوا : قاتَعه الله وكاتعه (١).
ويجوز أن يكون على قول مَنْ فسر أَرِب بافتقر وأن يجري مجرى عدم فيعدّى إلى المال.
وأما أَرِبٌ فهو الرجل ذو الخِبرة والفطنة. قال :
يَلُفُّ طَوائِفَ الفرسا |
|
ن وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ (٢) |
وهو خبر مبتدأ محذوف ، تقديره هو أَرِب ؛ والمعنى أنه تعجَّبَ منه أو أَخْبَر عنه بالفِطْنَة أوَّلاً ثم قال : ما لَه؟ أي لِمَ يستفتي فيما هو ظاهر لكل فَطِن ، ثم التفت إليه فقال : تعبدُ الله ؛ فعدَّد عليه الأشياء التي كانت معلومةً له تبكيتاً.
وروي أن رجلاً اعترضَه ليسأله فصاح به الناس فقال عليه السلام : دَعُوا الرجل أرِبَ ما لَه؟.
قيل معناه احتاج فسأل. ثم قال : ما له؟ أي ما خطبُه يُصَاحُ به ـ وروي دعوه فأَرَبٌ مّا لَه : أي فحاجةٌ مّا له. وما إبهامية ، كمثلها في قولك : أريد شيئاً مّا.
ذكر الحيَّات فقال : مَنْ خَشِي إرْبَهُنَ فليس منَّا.
أي دَهْيَهُنّ (٣) وخبْثَهن ، ومنه المواربة (٤) ؛ والمعنى ليس من جملتنا من يهابُ الإقدامَ عليهن ويتوقى قتلهنّ كما كان أهل الجاهلية يَدِينونه.
[أرض] (*) : لا صيام لمن لم يُؤَرِّضْه من الليل.
أي لم يهيئه بالنية ، من أَرَّضتُ المكان : إذا سوّيته ، وهو من الأرض.
[أرس] (*) : عن أبي سُفيان بن حرب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل : من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم : سلام (عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى). أما بعد فإني أدعوك بدِعاية الإسلام ، أَسْلم تسلمِ ، وأسلم يُوَفِّكَ الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك الأَرِيسيّين ، و (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) [آل عمران : ٦٤] .. الآية.
__________________
(١) قاتعه وكاتعه الله : أي قاتله (القاموس المحيط : قتع وكتع).
(٢) البيت لأبي العيال الهندي ، ورواية صدره في لسان العرب :
يلف طوائف الأعداء
(٣) الدهي والدهاء بمعنى.
(٤) المواربة : المخادعة.
(*) [أرض] : ومنه حديث أم معبد : فشربوا حتى أراضوا. وفي حديث الجنازة : من أهل الأرض أم من أهل الذمة. النهاية ١ / ٣٩.
(*) [أرس] : وفي الحديث : فسقطت من يد عثمان في بئر أريس. النهاية ١ / ٣٨.