قال أبو سفيان : فلما قال ما قال ، وفرغ من قراءة الكتاب كَثُر عنده اللَّجب ، وارتفعت الأصوات.
الأَرِيس والأَرِيسي (١) : الأكّار. قال ابن الأعرابي : وقد أَرسَ يأْرِس أَرْسَا وأَرَّس.
والمعنى أن أهل السواد وما صاقَبه (٢) كانوا أهلَ فلاحة وهم رعيّة كسرى ودينهم المجوسية ، فأعلمه أنه إن لم يُؤْمن ـ وهو من أهل الكتاب ـ كان عليه إثمُ المجوس الذين لا كتابَ لهم.
فلما قال : يعني الرسول الذي أوصل الكتاب إليهم وقرأه على هرقل.
اللَّجب : اختلاط الأصوات ، وأصله من لَجَبِ البحر ، وهو صوتِ الْتِطام أمواجه.
[أرف] (*) : إذا وقعت الأُرَف (٣) فلا شفْعَة.
هي الحدُود.
ومنه حديث عُمر رضي الله عنه : إنه خرج إلى وَادِي القرى ، وخرج بالقُسَّام ، فقَسَمُوا على عددِ السِّهام ، وأَعْلَمُوا أُرَفَها ، وجعلوا السهام تجري ؛ فكان لعثمان خَطَر ، ولعبد الرحمن بن عوف خَطَر ، ولفلان خَطَر ، ولفلان نصف خَطَر.
الخطر : النصيب ، ولا يُستعمل إلا فيما له قدرٌ ومزية ، يقال فلان خطير فلان ، أي مُعَادِلُه في المنزلة.
وفي الحديث : أيُّ مالٍ اقتُسِم وأُرّفَ (٤) عليه فلا شُفْعة فيه.
أي أديرت عليه أُرَف.
[أرث] : عمر رضي الله عنه ـ قال أسلم مولاه : خرجتُ معه حتى إذا كنَّا بحَرَّة وَاقِم فإذَا نارٌ تؤَرَّث بصِرَار ، فخرجنا حتى أَتينا صِرَاراً فقال عمَر : السلامُ عليكم يا أَهْلَ الضوءِ ، وكره أن يقولَ : يا أَهْل النار ؛ أَأَدْنو؟ فقيل : ادنُ بخيرٍ أو دَعْ ، قال : وإذا هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليل والبرد والجوع ، وإذا امرأة وصبيان ، فنكص على عِقبيه ، وأدبر يهرول حتى أَتى دارَ
__________________
(١) الأريسي والأريس (كجليس وسكيت) : الأكار وجمعه أريسون وإرِّيسون وأرارسة وأراريس وأرارس (القاموس المحيط : أرس).
(٢) صاقبه : أي قاربه.
(*) [أرف] : ومنه حديث عثمان ؛ الأُرف تقطع الشفعة. ومنه حديث عبد الله بن سلام : ما أجد لهذه الأمة من أُرْفة أجلِ بعد السبعين. النهاية ١ / ٤٠.
(٣) الأُرف : جمع أرفة ، وهي الحدود والمعالم.
(٤) أُرِّفَ : أي حُدِّد وأعلم.