أي أخذة سُخْط ، من قوله تعالى : (فَلَمَّا) آسَفُونا (انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) [الزخرف : ٥٥]. وذلك لأنَّ الغضبان لا يخلو من حُزن ولهف ، فقيل له أَسِف. ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجالَ للحزن فيه.
وهذه الإضافة بمعنى مِنْ كخاتم فضة ؛ أَلا ترى أن اسم السخط يقع على أَخْذَة وقوعَ اسم الفضة على خاتم. وتكون بمعنى اللام نحو قوله : قولُ صدقٍ ووعدُ حقٍّ.
ومنه حديث النَّخَعي رحمه الله : إنْ كانُوا لَيَكْرَهُونَ أَخْذَةً كأَخْذَةِ الأَسَفِ.
إنْ هذه هي المخففة من الثقيلة ، والسلامُ للفَرْق بينها وبين إن النافية. والمعنى إنه كانوا يكرهون ؛ أي إن الشأن والحديث هذا.
[أسى] (*) : أَيغلب أحدكم أن يُصاحب صُوَيحبه في الدنيا معروفاً ، فإذا حال بينه وبينه ما هو أَوْلى به استرجع ثم قال : ربِ آسِني لما أَمْضيْتَ ، وأَعِنِّي على ما أَبقيت ـ وروي أُسْنِي مما أمضيت ـ ورُوِي أَثِبْنِي على ما أَمْضيت.
التَّأسية : التعزية ، وهي تحريض المُصَاب على الأُسى والصبر. والمعنى امنحني الصبرَ لأجل من أمضيتَه. وإنما قال «ما» ذهاباً إلى الصفة.
أُسْنِي من الأَوْسِ وهو العِوَض. قال رؤبة :
[يا قائد الجيش وزيد المجلس] |
|
أُسْنِي فقد قلّت رفَادُ الأَوْسِ |
على ما أبقيت : أي على شكره ، فحذف. استمنحه الصبر على الماضي أو الخلَف عنه ، واستوزعه الشكر على الباقي.
أيغلب : من غُلب فلان عن كذا إذا سُلِبه وأخذ منه.
والأصل على أن يصاحب فحُذف ، وحَذْفُ حرف الجر مع أن شائِع كثير ، ومعناه أتؤخذ منه استطاعةُ ذلك حتى لا يفعله.
التصغير في الصُّوَيْحب بمعنى التقريب وتلطيف المحل.
معروفاً : أي صحاباً مَرْضِيّاً تتقبّله النفوسُ فلا تنكره ولا تَنْفِر عنه.
ما هو أولى به : أي أَخْلَقُ به من صحبته ، وهو الانتقال إلى جوار ربّه.
[أسد] (*) : كتب : من محمد رسول الله لعِبَاد الله الأَسْدِيين ؛ ملوك عُمَان وأَسْد عُمَان ،
__________________
(*) [أسى [ومنه حديث الحدبية : ان المشركين واسرنا الصلح. ومنه حديث علي : أس بينهم في اللحظة والنظرة. وفي حديث أبي بن كعب : والله ما عليهم اسى ، ولكن اسى على من أضلوت. وفي حديث ابن مسعود : يوشك أن ترمي الأرض بأفلاذ كبدها أمثال الأواسي. النهاية ١ / ٥٠.
(*) [أسد [ومنه حديث أم زرع : إن خرج أسد. ومنه حديث لقمان بن عاد : خذي منى أخى ذا الأسد. النهاية ١ / ٤٨.