الناس ؛ إنَّ هذا البَجْبَاجَ النَّفَّاجَ لا يَدْري ما اللهُ ولا أَيْنَ اللهُ.
البَجْبَاج : الذي يَهْمِزُ الكلام ، ولَيسَ لِكلامه جِهَة ـ وروي : الفَجْفَاج ؛ وهو الصّياح المِكْثَار ، وقيل : المأفون المختال.
والنَّفَّاج : الشديد الصَّلَف.
لا يَدْرِي ما اللهُ ولا أَينَ الله : معناه أن حالَه في وضْع لسانه ـ من إكثار الخطلَ وما لا ينبغي أن يقال ـ كلَّ موضع كحال من لا يدري أنّ الله سميعٌ لكل كلام ، عالمٌ بما يجري في كل مكان.
ولم ينسبه إلى الكُفْر ؛ وقد شهد صَعْصَعة مع علي رضي الله عنه يوم الجمل ، وكان من أَخطب الناس ؛ وأخوهُ زيد الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام : زيد الخير الأجذمُ من الخِيار الأَبرار.
[بجل] : أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ـ لما الْتَقَى الفرِيقان يوم الجَملِ صاح أَهْلُ البَصْرَةِ :
*ردُّوا علَيْنَا شيخنا ثم بَجَلْ (١) *
فقالوا :
*كيف نردُّ شيخَكم وقد قَحَل *
ثم اقتتلوا.
قال الراوي : فما شبهتُ وقعَ السيوف على الهام إلا بضرب البَيَازِر على المَوَاجِن.
بَجَل : بمعنى حَسْب ، وسبب بنائهما أن الإضافة منويّة فيهما. وإنما بني بجلْ على السكون دون حَسْب ؛ لأنه لم يتمكن بالإعراب في موضع تمكّنه.
قَحل : مات فجفّ جلده على عظمه. يقال : قَحَل قحولاً وهو الفصيح ، وقَحِل قَحَلاً.
البَيَازِر : جمع بَيْزَر ؛ وهو الخشبة التي يدُقّ بها القصّار. والبيزرة : العَصَا وبزَره بها ، إذا ضربه.
المَواجِن : جمع مِيجَنَة ؛ وهي خَشَبَته التي يدقّ عليها.
[البجاد] : جُبَير رضي الله عنه ـ نظرتُ والناسُ يقتتلون يومَ حُنَين إلى مِثْلِ البِجَاد الأَسْوَد يَهْوِي من السماء ، حتى وقع ؛ فإذا نملٌ مبثوث قد ملأ الوادي ؛ فلم يكن إلا هزيمةُ القوم ؛ فلم نشك في أنها الملائكة.
__________________
(١) الرجز للأعرج المعني في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢٩١ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٦٩ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٢٢ ، وشرح المفصل ٤ / ٨٩ ، ولسان العرب ١١ / ٤٦ (بجل).