إلى مرحلة الخلود والقداسة في ظل الشهادة.
الشهادة في مدرسة الوحي مطلوبة ومحبوبة ، وقضى جميع الأئمة بين قتيل أو مسموم ، وكان موتهم الشهادة. ومع ان نفوس الائمة واولياء الله وعبادة المخلصين عزيزة ، لكن دين الله أعز وأغلى. وعلى هذا يجب التضحية بالنفس في سبيل الله ، ليسود الحق وهذا هو «سبيل الله».
توافرت ظروف في عهد سيد الشهداء جعلت من غير الممكن ايقاظ الامّة إلّا بالتضحية والشهادة. ولم يكن من اليسير ان تنمو شجرة الدين إلّا بدماء اعزّ الناس. وهذا ما جعل الامام وأصحابه الشهداء يواجهون السيوف والرماح بوعي واندفاع لكي يبقى الاسلام بموتهم الدامي طريا يانعا. وظلت هذه السنّة قائمة على مدى التاريخ ، واصبحت الشهادة درسا كبيرا وخالدا لكل الاجيال والعصور.
ومن يتمكن بلوغ هذه المرتبة بحيث يقطع جميع العلائق الدنيوية ، تدفعه محبّة الحياة الخالدة إلى اختيار الشهادة. ومن البديهي ان اجتياز هذه الموانع والوصول إلى مرحلة التحرر من جميع القيود الدنيوية يتطلب درجة عالية من الايمان. ولهذا السبب فانّ الشهادة هي اقرب الطرق واوسطها للوصول إلى الله وإلى الجنة.
ذكرت جاءت الروايات والاحاديث اشخاصا آخرين يعتبرون في عداد الشهداء ، فمن قتل في ساحة الحرب ، ومن تحمل العذاب وحمل المشاق ، وضحّى بنفسه في هذا السبيل ، لهذا ومن قتل دفاعا عن ماله وعن نفسه وعن شرفه ولنيل حقّه ، او من يموت وهو مهاجر في سبيل الله ، أو من يموت على الايمان وعلى محبّة اهل البيت وهو ينتظر الفرج لكي يحكم العدل ، ومن يموت في سبيل طلب العلم او في دار الغربة ، والمرأة اذا ماتت في حالة الولادة ، أو من يقتل وهو يؤدي واجبة في الأمر بالمعروف والنهي ، فهو في جميع هذه الحالات شهيد.
ـ حب الشهادة ، ثقافة عاشوراء