وفيها أيضا كان خروج المختار. ومثلما حارب أهل الكوفة إلى جانب علي عليهالسلام في معركتي الجمل وصفّين ، كانت لهم أيضا مشاركة واسعة في جميع الثورات والمواقف المناهضة للأمويين.
شهدت الكوفة احداثا وتطورات سياسية واضطرابات كثيرة ومهمة ، ففيها نهض حجر بن عدي وأصحابه وقتل ، وقتل فيها أيضا عمرو بن الحمق الخزاعي. وفي الكوفة صلب ميثم التمّار بامر من ابن زياد. وقتل فيها أيضا رشيد الهجري وكان من خلّص أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي هذه المدينة وقعت جرائم ومذابح الحجّاج بن يوسف الثقفي بحق شيعة علي عليهالسلام مثل قنبر وكميل وسعيد بن جبير و... الخ. وفيها أيضا كان خروج ومقتل زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام في محلة الكناسة. وفيها أيضا وقعت ثورات العلويين في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة كثورة ابن طباطبا العلوي ، وخروج أبي السرايا في زمن المأمون ، وثورة القرامطة ، وما إلى ذلك. وتقع في الكوفة قبور شخصيات مثل : كميل بن زياد ، والخباب بن الأرت ، والاحنف بن قيس ، وسهل بن حنيف الانصاري ، وغيرهم (١).
وفي هذه المدينة يقع مسجد الكوفة وهو من أعظم وأقدس المساجد وبقاع الارض ، وموضعه كما تشير بعض الروايات كان دار ابراهيم ونوح ، ومصلّى ابراهيم ، ومصلّى الإمام المهدي (عج) ، ومحل عصا موسى ، وشجرة اليقطين ، وخاتم سليمان ، وهو الموضع الذي جرت فيه سفينة نوح ، وفيه قبور الأنبياء والمرسلين والأوصياء ، وفي مسجد الكوفة دكّة القضاء وهي المنصّة التي كان يجلس عليها أمير المؤمنين للقضاء.
قال عنها الإمام الصادق عليهالسلام : «... تربة تحبّنا ونحبّها اللهمّ ارم من
__________________
(١) للاطلاع على مزيد من المعلومات عن تاريخ الكوفة راجع : «تاريخ الكوفة» للسيد حسن البراقي النجفي ، وكتاب : موسوعة المصطفى والعترة ، محسن الشاكري ٢ : ١٠٩.