يؤازرون الشعراء الملتزمين ، والمتديّنين ممن ينظمون القصائد والمراثي ، ويتعاهدونهم بالتكريم والرعاية. ووردت في هذا المجال احاديث جمّة تؤكد خاصة على نظم الاشعار في رثاء الحسين عليهالسلام بقصد الذكر والاحياء وابكاء المحبين على تلك المصائب.
قال الإمام الصادق عليهالسلام في هذا : «من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنّة». (١) ونقل عنه أيضا : «ما من احد قال في الحسين شعرا فبكى وأبكى به إلّا أوجب الله له الجنّة وغفر له» (٢) ، واوصى الإمام الرضا عليهالسلام دعبلا بالقول : «يا دعبل ، إرث الحسين عليهالسلام فانت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيّا فلا تقصّر عن نصرنا ما استطعت». (٣)
وهذه التأكيدات تعكس بكل وضوح منهج الأئمّة في رعاية الشعر والمراثي التي تخلّد واقعة كربلاء وتذكر فضائل سيّد الشهداء ومناقبه وفداحة الظلم الّذي لحق به. ووقف كبار علماء الشيعة نفس الموقف وحذوا حذو الأئمّة في هذا المورد.
من البديهي ان السير على مثل هذا المنهج كان يجلب المشاكل والمصائب على شعراء أهل البيت ، فقضوا أغلب ايّامهم إما في السجون مطاردين. وقد تواصل هذا المنهج المقدّس الّذي يضمن نقل فكر عاشوراء إلى الأجيال التالية ، ولا زالت العواطف والمشاعر تثار بواسطة القصائد الحماسية والرثائية وبها تستذرف الدموع التي هي اللسان المعبر عن حالة القلب ، وتعمل على تثبيت الانسان الملتزم على خط الحسين وكربلاء.
ثمة جملة من النقاط الواجب مراعاتها في أشعار المدح والرثاء وهي :
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٠ : ٤٦٧ ، بحار الانوار ٧٦ : ٢٩١.
(٢) رجال الشيخ الطوسي : ٢٨٩.
(٣) جامع احاديث الشيعة ١٢ : ٥٦٧.