ورابعها : منعه عن ذمائم الأخلاق والأعمال تعريضاً ورحمة لاتوبيخاً وتصريحاً بالمقال حتّى لايورث هتك حجاب الهيبة وتهييج الحرص على الاصرار على تلك الأفعال ، فإنّ الطبيعة مجبولة على الحرص على ما منع كما ينبّهك عليه قصّة آدم وحوّاء.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « لو منبع الناس عن فتّ البعير لفتّوه وقالوا ما نهينا عنه الا وفيه شيء ». (١)
على أنّ في التعريض ميلاً للأذهان الزكيّة (٢) إلى استنباط المعاني الدقيقة ، فيفيد فرح الفطنة لها رغبة في العمل.
وخامسها : أن لا يذمّ له ما ليس بصدده من العلوم كما هو عادة الفقيه يقبّح علوم العربية بأنّها نقل محض وسماع مجرّد لا تعمّق فيها فهو شأ ، العجائز ، ويقبح العلوم العقليّة بكونها مشتملة على عقائد باطلة وشبهات واهبة موجبة لفساد عقائد الناس (٣) ، ومعلّمها يقبّح الفقه بأنه كلام في حيض النسوان وأين هو من التكلّم في معرفة الرحمن ، فإنّه مذموم لما عرفت.
وسادسها : وهومن معظمها أن يقتصر على قدر فهم المتعلّم حتّى لا يخبط عقله فيورثه دهشة وحيرة بل كفراً وضلالة ، كما ورد في الأخبار أيضاً.
قيل وقوله تعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ) (٤) تنبيه على ذلك
__________________
١ ـ المحجة البيضاء : ١ / ١٢٢.
٢ ـ كذا ، والظاهر : « الذكية » من الذكاه.
٣ ـ للفقيه بما هو حصن الشريعة أن يمنع من تعلّم ما يوجب فساد العقيدة أو وهنها ويبيّن حكمه ، وتعيين الموضوع والتدخل فيه أيضاً لازم عليه في بعض الموارد إرشاداً كما إذا كان سكوته مؤدّياً إلى وقوع الناس في الضلالة وفساد العقيدة لغفلتهم وخطأهم.
٤ ـ النساء : ٥.