فلا يليق العزّة والعظيمة إلّذا به.
ثم نفسه ثانياً من كونه عدماً محضاً واحتياجاً صرفاً ، وأنّ كلّ شيء له فهو من ربّه.
ما عدم هاييم وهستى هاى ما |
|
تو وجود مطلق وفانى نما |
ما همه شيران ولى شير علم |
|
حمله مان از باد باشد دم به دم |
حمله مان از باد ونا پيداست باد |
|
وانكه ناپيداست هرگز گم مباد |
ومن كون أوّذله نطفة وآخره جيفة ، وفيما بينهما حاملاً للقاذورات ، عاجزاً عن كلّذ شيء من الحادثات ، عبداً مملوكاً لايقدر على شيء من الخير والشرّذ ، ولايملك شيئاً من النفع والضرّ. فما له وللعجب لولا جهله؟ وأيّذ كمال له وهذا شأنه وعقله؟
ثمّ تضمحلّ صورته وأعضاؤه وتبلى عظامه وأجزاؤه ، ثم يساق بعد طول البلى إلى تحمّل أنواع البلاء ويوقفه الملائكة الغلاظ الشداد في موقف الحساب بين يدي ربّ العباد ، فإن أمر بتصليته إلى الجحيم باستحقاقه العذاب الاليم تمنّى أن يكون من التراب أو من جنس الخنازير والكلاب ، ولا يشاهد ما أعدّ له في الجحيم من الزقّوم والضريع والحميم والسلاسل والاغلال والعقوبات الشديدة والأنكال ، ممّا لو رآه أهل الدنيا في دنياهم صعقوا من تلك الرؤية الموحشة القبيحة ، القبيحة ، وشهقوا من استشمام كريه تلك الريحة ، ولو لم يؤمر به إلى مقرّ الفجّذذار كان عفواً وتفضّلاً من الرحيم الغفّار ، إذ مامن عبد إلّذذا وقد أذنب وعمل ما يستحقّذ به النار الا من عصمه الله من الانبياء والائمّذة الأطهار. فما لهذا الجاهل المغرور والعجب في دار الغرور؟
ألا ترى أنّ بعض مماليك السلطان إذا ابتلي بالخيانة والعصيان واستحقّ العقوبة والخذلان وحبس للتنبيه والتأديب وهو ينتظر الخروج لعرض أعماله عليه بمحضر من الشاهد والرقيب ثم الحكم عليه إما بالعفو أو