التعذيب ، فهو في هذا الحال مع ما له من أسباب التشويش والاذلال هل يعجب من نفسه مع كونه مسجوناً الا أن يكون سفيهاً أو مجنوناً.
بسته درر زنجير ، چون شادي كند |
|
كي اسيرر حبس ، آزادي كند |
فيكفيه التأمّل فيما ذكر معرفة بنفسه من كونه فاقداً لكلّ كمال باقياً في أدون مراتب المهانة والاذلال ، فلا يعجب بنفسه في حال من الأحوال.
وعلاجه التفصيلي : قطع مواده وأسبابه.
فإن كان سببه العلم ، تفكّر في أنّذ حقيقته العلم بربّذه ونفسه كما عرفت وهو جاهل بهما.
صد هزاران فضل دارد از علوم |
|
جان خود را مى نداند اين ظلوم |
داند او خاصيت هر جوهرى |
|
در بيان جوهر خود چون خرى |
قيمت هر كاله مى داند كه چيست |
|
قيمت خود را نداند احمقى است |
جان جمله علم ها اين است اين |
|
كه بدانى اصل خود را يوم دين |
فلوكان عالماً بهما ازداد خوفاً وتذلّلاً واعترافاً بالعجز والقصور. فما حصّله إما من العلوم الدنيوية والصناعات الرسمية التي ليست علوماً حقيقية ، أو اعتقادات خالية عن النور والضياء لخبث جوهره ، وما حصل من الصدأ ، وخوضه فيها قبل تهذيب نفسه بالرياضات وانلمجاهدات ، لما عرفت من أنّذ العلم بدون ذلك لايزيد في النفس الا تيهاً في الظلمات ، كما أنّ الغيث النازل من السماء مع ماله من العذوبة والصفاء يزيد شرب المنابت المرّة منه مرارة والحلوة منها حلاوة ، وأنّ الله يحبّذ من عبده الاستكانة والتذلّل ، حيث قال تعالى بلسان رسله :
« إنّ لك عندي قدراً ما لم تر لنفسك قدراً ، فإن رأيت لها قدراً فلا قدر لك عندي ». (١)
فإن كان صادقاً في محبّذذة مولاه كلّف نفسه على ما يحبّه منه ويرضاه ،
__________________
١ ـ جامع السعادات : ١ / ٣٣٠_٣٣١ ، المحجة : ٦ / ٢٦٢.