وله علامات كحصول السرور القلبي له من ظهور الخطأ في رأيه وحقّية رأي خصمه في مناظراته وشكره الظاهري له على تنبيهه عليه من دون ثقل عليه لا في الخلأ ولا في الملأ.
وكتقدم أقرانه على نفسه في المجلس والممشى من دون ثقل في الخلأ والملأ.
وكإجابة دعوة الفقراء وقضاء حوائجهم وحمل حوائجه وحوائجهم إلى منزله ومنازلهم بنفسه من دون ثقل عليه في الخلأ والملأ.
واللبس من دون زيّ أقرانه كلبس الصوف وغيره من الخشن.
والأكل مع الفقراء والمعلومين والخدم والغلمان من دون ثقل عليه في الخلأ والملأ.
وإن ثقل عليه أحد ماذكر في الملأدون الخلأ ، فهو وإن لم يكن متكبّراً الا أنّه مراء ، ينبغي له إعمال معالجات الرياء.
وفي الخبر : « أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يعلف الناضح ، ويعقل العبير ، ويقمّ البيت ، ويحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقّع الثوب ، ويأكل مع الخادم ، ويطحن عنه إذا أعيى ، ويشتري من السوق ويعلّقه بيده ، أو يجعله في طرف ثوبه ، ويصافح الغنيّ والفقير والصغير والكبير ، ويسلّم مبتدءاً على كلّ مستقبل من صغير وكبير وأحمر وأسود ، حرّ أو عبد من أهل الصلاة ، وكان أشعث أغبر ، ولايحقّر مادعي إليه ... الحديث ». (١) وسيجيء تمام الكلام في التواضع.
وأعلم انّ من أظهر أنواعه الافتخار ، وقد ورد في ذمّه بخصوصه أيضاً كثير من الاخبار وعلاجه بعلاجه.
تنبيه
كما أنّ الكبر طرف إفراط من فضيلة التواضع ، فالتذلّل والتخاسّ
__________________
١ ـ المحجة البيضاء : ٦ / ٢٥٠ نقلاً عن أبي سعيد الخدري.