لها ) (١).
فإنّ التعرّض لها تطهير القلب عن الأخلاق الرديّة ، فكلّ إقبال على طاعة وإدبار عن المعصية يثمر نوراً به يستعدّ القلب لإفاضة العلوم الحقّة.
قال الله تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا ) (٢).
وقال صلىاللهعليهوآله : « من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لم يعلم » (٣).
والرحمة الإلهيّة بحكم العناية الأزليّة عامّة للخلق غير مضنون بها على أحد ، لكنها تتوقّف على تصقيل مرآة القلب وتطهيرها عن أخباث الطبيعة ، فلا حجاب من بخل من المنعم تعالى شأنه.
هر چه هست از قامت ناساز بى اندام ماست
ور نه تشريف تو بر بالاى كس كوتاه نيست
والنور الحاصل بعد صفاء القلب بعناية المنعم هو العلم الحق الذي لا مرية فيه لكونه من الأنوار الإلهيّة ، وهو الذي أشير إليه في قوله عليهالسلام :
« ليس العلم بكثرة التعلّم ، بل هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء ». (٤)
وفي بعض الكتب السماويّة : « لا تقولوا : العلم في السماء من ينزل به ، ولا في تخوم الأرض من يصعد به ، ولا من وراء البحار من يعبر ويأتي به ، العلم مجعول في قلوبكم ، تأدّبوا بين يديّ بآداب الروحانيين ، وتخلّقوا إليّ بأخلاق الصدّيقين أظهر العلم من قلوبكم حتّى يغطّيكم ويعمّركم ». (٥)
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « قال الله تعالى : لايزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
__________________
١ ـ البحار : ٧١ / ٢٢١ مرسلاً.
٢ ـ العنكبوت : ٦٩.
٣ ـ البحار : ٤٠ / ١٢٨ نقلاً عن الفصول المختارة ، وفيه « يعلم » بدل « علم ».
٤ ـ البحار : ١ / ٢٢٥مع اختلاف.
٥ ـ المحجّة البيضاء : ١ / ١٤٨ ـ ١٤٩ ، وفيه : « يغمركم ».