أنفع للإيمان والمؤمنين ، لأنّهم عملة الجبت والطاغوت والشياطين ، فإلى الله المشتكى منهم ، ونسأله أن يخلّص الناس بظهور قائمهم عنهم. (١)
ومنهم الوعّاظ ، فمنهم المتكلّم في شرائف الملكات ومرغّب الناس في فضائل الصفات ، ومحذّرهم عن الذمائم والآفات مع كون المسكين مليّاً من الرذائل خليّاً من الفضائل ، فيزعم أنّه بمجرّد قوله واطّلاعه على الاصطلاحات وفهمه لمعاني الألفاظ والعبارات يعدّ من جملة السالكين وبإصلاحه الخلق وإهدائهم إلى الحقّ يستحقّ الأجر الجزيل من ربّ العالمين ، مع ما عرفت من أنّه من أعظم الناس حسرة يوم القيامة ، وأشدّهم تأسّفاً وندامة.
( يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا لا تفعلون ). (٢)
ومنهم المشتغل بالطامّات وتلفيق كلمات خارجة عن قوانين الشرع والعقل مع تصنّعات في التشبيهات والاستعارات وتزيينات للألفاظ والعبارات طلباً للأعوان والأنصار بكثرة التواجد والرغبات والتذاذاً من ضجّة الناس وتحريك رؤوسهم على ما يلفّقه من الكلام وفرحاً من تكاثر المريدين من العوام الذين هم كالأنعام ، وربما لم يبال بالكذب في نقل
__________________
١ ـ من شؤون فقهائنا العظام الولاية على أموال اليتامى وتخليص الأغنياء عن اشتغال الذمة بالحقوق الواجبة وترويج العلم باعانة الطلبة وغير ذلك ، ولابدّ في كل عصر وزمان منهم حتّى يرجع الناس إليهم في الفتيا والحلال والحرام وسائر امورهم الدينية ويجب على الناس أيضاً الرجوع إليهم والأخذ منهم. نعم يمكن أن يوجد في كل زمان من يتصدّى هذا المقام وليس أهلاً له ولكن هذا لا يختص بهم فكم من مدّع للسير والسلوك أيضاً في كل عصر وزمان وليس عنده الا الدعوى الفارغ من الواقع.
٢ ـ الصف : ٢ ـ ٣.