« التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله » (١).
أوّلها : ما يجب مراعاته على كلّ أحد فيما بينه وبين ربّه تعالى ، فإنّه تعالى واهب الوجود والحياة والبقاء ، ومهذّب الصور بما يكلّ عن شرحه ألسن العارفين بدقائق علم التشريح ومنافع الأعضاء ، وتعجز عنه الأوهام البشريّة الناقصة عن الاحاطة بها والاحصاء ، ومفيض العقل والنور والبهاء والخيرات الخارجة عن حدّ الاستقصاء على النفوس والأرواح والقوى ، ومهيّىء النعمة الأبدّية والأنوار السر مدّية ، ممّا تدهش من تصوّرها عقول العقلاء وأفهم الحكماء الألبّاء وممدّمها في كلّ لحظة بمدد جديد من عظائم الآلاء وشرائف النعماء ( وإن تعدّوا نعمة الله لاتحصوها ) (٢).
فلو لم يقابها بما يتمكّن منه من المعرفة ولمحبّة والحمد والثناء والطاعة والعبادة والدعاء والرضا بما يجري عليه من القضاء ووضع كلّ شيء ممّا منحه في موضعه الائق به مع الشكر والصبر في الشدّة والرخاء كان في أخسّ مرتبة من الظلم والجور على نفسه والوقاحة وقلّة الحياء ، فإنّه لم اختصّ من غيره بناقص قليل من العطاء ولم يقابله بضرب من المكافاة والجزاء كان منسوباً إلى الظلم والجور وقلّة الوفاء ، فكيف ونعماؤه تعالى متواترة لاتحصى ، وأياديه متوالية لاتستقصى ، سيّما والاحسان المذكور عائد لى نفسه مع كونه أيضاً نعمة ممّا منحه من النعماء ، فإنّه تعالى غير مفتقر إلى أفعالنا ، لما له من العظمة والكبرياء بل هو في أعلى مرتبة من التنزّه عن ذلك والغناء.
وثانيها : ما يجب مراعاته بينه وبين الأحياء من الناس من أداء الحقوق والأمانات والنصفة في المعاملات وتعظيم الأكابر والعلماء وإغاثة الملهوفين والضعفاء. وفي الحديث النبوي صلىاللهعليهوآله :
__________________
١ ـ جامع السادات : ١ / ٨٢ ، الدرة الباهرة : في كلمات النبيّ صلىاللهعليهوآله .
٢ ـ ابراهيم : ٣٤.