مكانها بل باعتبار تبدّل نسبتها إلى الامور الثابتة (١).
واحتجّ القائلون بالسطح بأنّه لو كان المكان بعدا لزم التداخل والتالي باطل ، فالمقدّم مثله ، والجاعلون المكان بعدا جوّزوا هذا التداخل ، وإنّما يستحيل التداخل في الأبعاد (٢) الماديّة أمّا في البعد غير (٣) المادّيّ والمجرّد فلا.
قال :
ومن ظنّ أنّه الهيولى أو (٤) الصورة كذّبته الأمارات الشهيرة.
أقول :
قد ذهب إلى كلّ واحد من هذين القولين قوم من القدماء ، فاحتجّ القائل بأنّ المكان هو الهيولى بأنّ المكان يتعاقب عليه والهيولى يتعاقب عليها فالمكان هو الهيولى (٥).
واحتجّ القائل بأنّ المكان هو الصورة بأنّ الصورة (٦) حاو محدّد (٧) ، والمكان حاو محدّد (٨) ، فالصورة هي المكان (٩).
__________________
(١) في «ف» : (الثانية).
(٢) في «س» : (هذا التداخل بالأبعاد) بدل من : (التداخل في الأبعاد).
(٣) (غير) لم ترد في «ب» «د» «س» ، وفي «ر» «ف» : (الغير).
(٤) في «ف» : (و).
(٥) حكي هذا القول عن أفلاطون في الشفاء (الطبيعيّات) ١ : ١١٥ ، والمباحث المشرقية ١ : ٣٣٢ ، وحكاه أيضا المصنّف في الأسرار الخفيّة : ٢٤٩.
(٦) في «ف» : (بالضرورة) بدل من : (بأنّ الصورة).
(٧) في «س» : (محدود).
(٨) «س» : (محدود).
(٩) حكي هذا القول عن أرسطو في الشفاء (الطبيعيّات) ١ : ١١٥ ، والمباحث المشرقيّة ١ : ٣٣٢ ، وحكاه أيضا المصنّف في الأسرار الخفيّة : ٢٤٩.