قال :
وللتواتر الدالّ على النصّ الجليّ.
أقول :
هذا هو الوجه الثالث ، وتقريره : أنّ الشيعة تواترت كلمتهم خلفا عن سلف في مشارق الأرض ومغاربها مع كثرتهم وانتشارهم على النصّ الجليّ من النبيّ صلىاللهعليهوآله عليه بقوله : «أنت الخليفة من بعدي (١) ، واسمعوا له وأطيعوا» (٢) إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة الدالّة على إمامته.
لا يقال : إنّ الشيعة في (٣) ابتداء الأمر كانوا قليلين ومن شرط التواتر بلوغ (٤) الطرفين والواسطة في الكثرة حدّا (٥) يمتنع اجتماعهم على الكذب ، وأيضا فإنّه لو كان متواترا لأفادنا العلم كما أفادكم ، والتالي باطل فالمقدّم مثله ، والشرطيّة ظاهرة ، فإنّ الموجب للعلم هو سماع الخبر ، فلا يتفاوت حصوله لبعض دون بعض.
لأنّا نجيب عن الأوّل بالمنع من ذلك ، فإنّ الشيعة الآن كثيرون ، وهم (٦) قد أخبروا عن جماعة متواترة أنّهم قد أخبرهم جماعة متواترة إلى آخر المراتب ، على أنّ الخبر المتواتر لا يشترط فيه العدد الكثير ، فإنّه يجوز أن يحصل العلم بخبر أربعة أو خمسة إذا انضمّ إليه قرائن تفيد العلم فيكون متواترا.
__________________
(١) الرسائل العشر للطوسي : ٩٧ ، جواهر الفقه : ٢٤٩.
(٢) الرسائل العشر للطوسي : ٩٧ ، جواهر الفقه : ٢٤٩.
(٣) (في) لم ترد في «ف».
(٤) في «د» : (بلوغه).
(٥) (حدّا) ليس في «ف».
(٦) في «ف» : (هم و) بدل من : (وهم).