وعن الثاني ما ذكره السيّد المرتضى رحمهالله ، وهو أنّه يشترط (١) في حصول العلم بالخبر أن لا يكون السامع معتقدا خلاف الخبر ، وأيضا فلا يجب من عدم علمك بالخبر (٢) أن لا يكون الخبر (٣) متواترا (٤).
قال :
ويوم الغدير.
أقول :
هذا هو الوجه الرابع ، وهو أنّه قد حصل التواتر بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا رجع من حجّة الوداع قال في غدير خمّ : معاشر المسلمين ، ألست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا : بلى.
قال : فمن كنت مولاه فهذا عليّ (٥) مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه كيفما دار (٦).
وهذا الخبر مع تواتر الشيعة به تلقّته الامّة بالقبول وشرع المخالف في تأويله ، وذلك دليل على صحّته.
__________________
(١) في «أ» «ف» : (شرط).
(٢) في «أ» «د» «ر» : (بالمخبر).
(٣) (أن لا يكون الخبر) ليس في «ف».
(٤) انظر الذريعة للسيّد المرتضى ٢ : ٤٨٣.
(٥) في «ف» : (فعلي) بدل من : (فهذا عليّ).
(٦) نقل هذا الحديث بطرق مختلفة بتفاوت في بعض الألفاظ ، انظر : الهداية للصدوق : ١٥٠ ، المقنعة للمفيد : ٢٠٤ ، رسائل السيّد المرتضى ٣ : ٢٠ وج ٤ : ١٣٠ ، الخلاف للطوسي ٥ : ٣٣٦ ، الاقتصاد للطوسي : ٢١٦ ، الرسائل العشر : ١٣٣ ، مصباح المتهجّد : ٤٠٠ ، مسند زيد بن عليّ : ٤٥٦ ، الأحكام للإمام يحيى بن الحسين ١ : ٣٨.