إذا عرفت هذا فنقول : لفظة «مولى» يراد بها تارة الأولى بالتصرّف ، وتارة السيّد ، وتارة العبد ، وتارة ابن العمّ ، وتارة الجار ، والمراد بها هاهنا المعنى الأوّل لا غير (١) ، لأنّه صلىاللهعليهوآله مهّد للمسلمين قاعدة هي أولويّته بالتصرّف (٢) ، وذكر هذا الكلام عقيب ذلك طالبا منه مساواة عليّ عليهالسلام له ، ومن المحال أن ينصب الرسول صلىاللهعليهوآله أمتعة (٣) الناس على شكل المنبر ويصعد عليه ثمّ يقول للمسلمين : من كنت ابن عمّه فعليّ ابن عمّه ، أو (٤) من كنت جاره فعليّ جاره (٥) ، وإذا ثبت أنّه أولى بالتصرّف في المسلمين منهم كان إماما لأنّا لا نعني بالإمام إلّا ذلك.
قال :
ولأنّ النصّ متحقّق لأنّه صلىاللهعليهوآله كان إذا خرج من المدينة استخلف على الرعيّة ، فكيف يتركهم بعد موته ، ولأنّه علّمهم الاستنجاء من عظم (٦) شفقته والإمام (٧) من أعظم المصالح وهو (٨) عليّ لاستقالة أبي بكر.
أقول :
هذا وجه خامس ، وتقريره : أنّ النصّ موجود من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومتى كان كذلك
__________________
(١) للشيخ المفيد رسالة خاصّة في بيان معنى المولى ، فراجع.
(٢) في «ب» : (أولويّة التصرّف) بدل من : (أولويّته بالتصرّف).
(٣) في «ف» : (منعة).
(٤) في «ف» : (و).
(٥) (فعليّ جاره) لم ترد في «ر».
(٦) في «ج» «ف» : (عظيم).
(٧) في «ب» : (الإمامة).
(٨) في «ف» : (فهو).