بل يكون لحاظ ذلك مخلا لاستلزامه المغايرة بالجزئية والكلية ، ومن الواضح أن ملاك الحمل لحاظ بنحو الاتحاد بين الموضوع والمحمول مع وضوح عدم لحاظ ذلك في التحديدات وسائر القضايا في طرف الموضوعات بل لا يلحظ في طرفها الا نفس معانيها كما هو الحال في طرف المحمولات ولا يكون حملها عليها إلا بملاحظة ما هما عليه من نحو من الاتحاد مع ما هما عليه من المغايرة ولو بنحو من الاعتبار ، فانقدح بذلك فساد ما جعله في الفصول تحقيقا للمقام ، وفي كلامه موارد للنظر تظهر بالتأمل وإمعان النّظر
______________________________________________________
معاً لا بشرط والمتحصل من ذلك ان صحة حمل أحد المتغايرين على الآخر تتوقف على عدم اعتبار أحدهما بشرط لا لا غير ، ثم انه ينبغي ان يراد من المتغايرين في الخارج ما يعم مثل زيد وعمرو ومثل نقطتين من خط واحد فانه لا يجوز حمل إحداهما على الأخرى الا مع عدم ملاحظتهما بشرط لا والله سبحانه اعلم (١) (قوله : لاستلزامه المغايرة) يعنى والمغايرة كذلك مانعة من صحة الحمل (٢) (قوله : بنحو الاتحاد) يعني في الظرف الّذي يكون الحمل بالقياس إليه من ذهن أو خارج كما في الفصول (٣) (قوله : لحاظ ذلك) يعني ملاحظة المجموع امراً واحداً (٤) (قوله : في التحديدات) يعني التعريفات مثل الإنسان حيوان ناطق (٥) (قوله : في طرف) متعلق بلحاظ (٦) (قوله : المحمولات) يعني مع اعتراف الفصول بعدم ملاحظة التركيب فيها (٧) (قوله : موارد للنظر) لعل (أحدها) جعله الناطق والحساس من قبيل المتغايرين اعتبارا المتحدين حقيقة مع ان التغاير بينهما بحسب المفهوم فتأمل (وثانيها) جعله حمل كل واحد من الاجزاء على الكل من الحمل بين المتغايرين حقيقة المتحدين اعتبارا مع أنهما من المتحدين حقيقة أيضا بالتقريب الّذي ذكره (وثالثها) دعواه كون الإنسان مركبا من البدن والنّفس وقد قيل انه لم يتوهمه أحد فتأمل (ورابعها) ما يظهر من كلامه من عدم الفرق بين الجسم والبدن ، وبين النّفس والناطق ، إلّا باعتبار لا بشرط ، وبشرط لا مع أن الأوليين أعم من الآخرين مفهوما فتأمل.