فقد حققناه سابقاً أن كل واحد من الموضوع له والمستعمل فيه في الحروف يكون عاماً كوضعها وإنما الخصوصية من قبل الاستعمال كالأسماء ؛ وإنما الفرق بينهما أنها وضعت لتستعمل وقصد بها المعنى بما هو هو ، والحروف وضعت لتستعمل وقصد بها معاينها بما هي آلة وحالة لمعاني المتعلقات فلحاظ الآلية كلحاظ الاستقلالية ليس من طوارئ المعنى بل من مشخصات الاستعمال كما لا يخفى على أولى الدراية والنُّهى ، والطلب المفاد من الهيئة المستعملة فيه مطلق قابل لأن يقيد ـ مع أنه لو سلم أنه فرد فانما يمنع عن التقييد لو أنشئ أولا غير مقيد لا ما إذا أنشئ من الأول مقيداً غاية الأمر قد دل
______________________________________________________
لدفع الإشكال في وجوب مقدمات الواجب المشروط قبل وقته (١) (قوله : فقد حققنا سابقا) لكن عرفت ان مختار شيخنا الأعظم «قدسسره» أن الموضوع له فيها خاص لا عام فالإشكال المذكور يكون في المبنى (٢) (قوله : يكون عاما) لكنك عرفت إشكاله سابقا. نعم يمكن الإشكال على شيخنا الأعظم «ره» بان كلامه لا يتم لو كان الطلب مستفادا من مادته أو نحوها مثل : إذا زالت الشمس وجب الطهور والصلاة ، لعدم المانع حينئذ من تقييد الطلب (٣) (قوله : مع انه لو سلم انه) ينبغي ان يكون مراده انه لو سلم كون المستعمل فيه خاصا وهو خصوص النسبة الطلبية إلا ان تخصص النسب إنما هو بتخصص أطرافها فالنسبة المستعمل فيها هيئة «أكرم زيدا» غير النسبة المستعمل فيها هيئة «علّم زيدا» وهما غير النسبة المستعمل فيها هيئة (اضرب زيدا) فهذه المغايرة إنما جاءت من خصوصيات الأطراف فإذا كان تخصص النسبة بتخصص أطرافها جاز تخصصها بخصوصية الشرط وكما أن تخصصها بخصوصية الإكرام أو العلم أو الضرب لا يمنع من كون المستعمل فيه خاصا كان تخصيصها بالشرط كذلك ، وأما ما قد يظهر من العبارة من أن كون المعنى فردا إنما يمنع عن تقييده بعد الإنشاء لا قبله ، وأنه قبل الإنشاء قابل للإطلاق والتقييد فلا ينبغي ان يكون مرادا لما عرفت من ان المعنى الحرفي على رأي شيخنا الأعظم غير قابل للإطلاق والتقييد لا قبل الاستعمال ولا بعده أو انه أشار إلى ما ذكر ، بقوله : فافهم