ربما تكون مانعا عن الآخر ومزاحماً لمقتضيه في تأثيره مثلا يكون شدة الشفقة على الولد الغريق وكثرة المحبة له تمنع عن ان تؤثر ما في الأخ الغريق من المحبة والشفقة لإرادة إنقاذه مع المزاحمة فينقذ به الولد دونه فتأمل جيداً ، ومما ذكرنا ظهر أنه لا فرق بين الضد الموجود والمعدوم في أن عدمه الملائم للشيء المناقض لوجوده المعاند لذاك لا بد ان يجامع معه من غير مقتض لسبقه ، بل قد عرفت
______________________________________________________
مصطلحهم في المانع ولا ينفي مقدمية ترك الضد لفعل ضده إذ لا فرق بين قابلية الفاعل والقابل في الاحتياج إليهما في وجود القابل ، وكيف كان فالفارق بين المانع والضد ان المانع لعدمه دخل في قابلية الفاعل أو القابل والضد ليس كذلك فلا يكون عدمه دخيلا في ذلك بل قابلية كل واحد منهما للوجود في نفسه ذاتية بلا دخل العدم الآخر فيها وعدم قابليتهما للاجتماع أيضا ذاتي لا يرتفع بعدم أحدهما (١) (قوله : ربما تكون مانعا) يعني حيث تكون أقوى من علة الآخر (٢) (قوله : تمنع عن ان تؤثر) فان الشفقة على الأخ لا قصور في اقتضائها في نفسها لإنقاذ الأخ إلّا أن زيادة الشفقة على الولد كانت مانعة عن تأثيرها في إنقاذ الأخ ولو لم تكن مانعة عنها لزم تخلف المعلول عن العلة بلا مانع وهو خلف إلّا ان يقال : زيادة الشفقة على الولد أجنبية عن مقام المنع عن تأثير الشفقة على الأخ في إنقاذه وإنما اقتضت فعلية أثرها وهو إنقاذ الولد ولما كان إنقاذ الولد مضاداً لإنقاذ الأخ وهما لا يقبلان الاجتماع ذاتا امتنع تأثير الشفقة على الأخ في إنقاذه فعدم تأثير الشفقة على الأخ في إنقاذه كان مستندا إلى عدم قبول الضدين ذاتا للاجتماع المانع عن تعلق الإرادة بهما عرضا (٣) (قوله : ومما ذكرنا ظهر) الّذي ذكره أمران وجدان وبرهان أشار إلى الأول بقوله : لأن المعاندة ... إلخ وإلى الثاني بقوله : كيف ولو اقتضى ... إلخ (٤) (قوله : عدمه) يعني عدم الضد مطلقاً (٥) (قوله : للشيء) يعني الضد الآخر (٦) (قوله : المناقض) صفة لعدمه (٧) (قوله : المعاندة) صفة لوجوده (٨) (قوله : لذاك) إشارة إلى الشيء (قوله : من غير مقتض)