فبذلك يحكم عليه بحكم العام وإن لم يجز التمسك به بلا كلام ضرورة أنه قلما لم يوجد عنوان يجري فيه أصل ينقح به أنه مما بقي تحته مثلا إذا شك ان امرأة تكون قرشية فهي وان كانت وجدت إما قرشية أو غيرها فلا أصل يحرز أنها قرشية أو غيرها
______________________________________________________
عنوان العام المقيَّد بعدم عنوان الخاصّ لكن لا تساعد عليه العبارة (١) (قوله : فبذلك) يعني بالأصل الجاري لإثبات العنوان المنافي لعنوان الخاصّ (٢) (قوله : قرشية أو غيرها) لأن الوصفين المذكورين من الأوصاف الوجودية التي لا تكون إلا في ظرف وجود موضوعها فقبل وجوده لا حالة لها سابقة ليجري فيها الاستصحاب نعم لو كان المراد من غير القرشية من لم تكن قرشية كان استصحاب عدم كونها قرشية موقوفاً على جريان الاستصحاب في العدم الأزلي (وتوضيح) ذلك أن العدم الّذي يكون موضوعاً للأثر الشرعي (تارة) يكون بمعنى عدم الموضوع (وأخرى) يكون بمعنى عدم الوصف وكل منهما (تارة) يكون بنحو مفاد ليس التامة مثل عدم زيد وعدم الحمرة لزيد (وأخرى) يكون بنحو مفاد ليس الناقصة مثل عدم كون الماء ذا مادة وعدم كون زيد أحمر ، فان كان العدم ملحوظاً على النحو الأول فالظاهر أنه لا إشكال في جريان الاستصحاب لإثباته فإذا فرض ان لوجود زيد أو لحمرته أثرا كان استصحاب عدم زيد أو عدم حمرته موجباً لانتفاء ذلك الأثر ظاهراً ، وإن كان ملحوظاً على النحو الثاني فقد اختلفت فيه إنظار المحققين فهم ما بين مثبت له وناف وشبهة النفي أن العنوان الملحوظ قيداً وجودياً كان أو عدمياً لما كان موضوعه المقيد به حاكياً عن الوجود الخارجي بنحو لا يُرى إلا خارجياً كان التقييد به في عالم الاعتبار ملحوظاً في الرتبة اللاحقة للوجود فيكون معنى قولنا : أكرم الرّجل العالم ، (أكرم الرّجل الّذي إن وُجد كان عالماً) كما أن معنى قولنا : لا يجب إكرام الّذي ليس بعالم ، (لا يجب إكرام الرّجل الّذي إن وجد لم يكن عالماً) ، فالعدم المأخوذ قيداً هو الملحوظ في الرتبة اللاحقة للوجود المنوط به فعدم الوصف المقارن