ومن الواضح أنّ زواج المؤمنين من المشركين باطل وحرام ، وأمّا الزواج بأهل الزنا فإنّ بعضاً يرى بأنّهم إن اشتهروا به ولم يتوبوا كان الزواج بهم باطلاً أيضاً.
والأحاديث العديدة التي نقلت عن النبي صلىاللهعليهوآله والإمام الباقر عليهالسلام والإمام الصادق عليهالسلام شاهد آخر على هذا المعنى.
وقد كتب بعض المفسّرين في شأن نزول هذه الآية ما يلي : أنّ رجلاً من المسلمين استأذن النبي صلىاللهعليهوآله في أن يتزوّج (امّ مهزول) وهي إمرأة كانت تسافح ولها راية على بابها تعرف بها ، فنزلت الآية (١).
* * *
الآية الحادية عشرة بيّنت أهميّة التوحيد وقبح الشرك ولكن بتعبير آخر ، حيث وجهت أمراً إلى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله (قُل انَّما امِرْتُ انْ اعْبُدَ اللهَ وَلَا اشْرِكَ بِهِ).
والتعبير بـ (إنّما) الدالّة على الحصر عادةً دليل على أنّ دعوة النبي صلىاللهعليهوآله تتلخّص في قضيّة التوحيد ورفض الشرك (٢) ، وهو الحقّ ، لأنّ التوحيد قوام التعليمات السماوية كلّها ، كما أنّ الشرك هو أساس الوساوس الشيطانية كلّها.
وتؤكّد الآية في ذيلها تأكيداً مضاعفاً : (إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيهِ مَآبِ).
* * *
الآية الثانية عشرة تتحدّث عن النبي نوح عليهالسلام وهو أوّل الأنبياء من اولي العزم حيث جعل الأساس في دعوته هو الدعوة إلى التوحيد ورفض الشرك ، والملاحظ أنّ هذا التعبير ورد أيضاً عن الكثير من الأنبياء ، قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّى لَكُمْ نَذيرٌ
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ١٢٥.
(٢) ولو افترضنا هذا الحصر حصراً إضافياً فإنّه يدلّ أيضاً على أنّ العبودية كلّها تتلخّص في العبودية لله (فتأمّل جيّداً).