(الشعراء / ١٤٤ ، ١٥٥) ومرّة على لسان لوط (الشعراء / ١٦٣) وشعيب (الشعراء / ١٧٩) ومرّتين على لسان المسيح (آل عمران / ٥٠ والزخرف / ٦٣) ومن المسلّم به هنا هو أنّ الطاعة ترتبط بالدرجة الاولى بمبدأ التوحيد وترك الوثنية ثمّ سائر التعاليم الدينية ، ومثل هذه الطاعة هي طاعة لأمر الله لأنّهم لم يتحدّثوا إلّاعنه تعالى.
* * *
في الآية السادسة حديث عن متابعة الأحكام الإلهيّة ، وهي تعبير آخر عن الطاعة إضافةً إلى تصريح الآية بعدم اتّباع غيره ، وهذا النفي والإثبات يوضّحان (توحيد الطاعة) وتقول : (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيكُمْ مِّنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَولِياءَ) ، هذه الآية تبطل طاعة الغير أيّاً كان وفي أيّة حال إلّاأن ترجع طاعته إلى طاعة أمر الله عزوجل.
وهذه الآية وأمثالها تشهد جيّداً أنّ أحكام البشر وآراءهم مهما كانت فهي ليست أهلاً للإتّباع (لامتلائها بالأخطاء إضافةً إلى عدم وجود دليل على وجوب طاعة الآخرين).
* * *
الآية السابعة وبعد التصريح بعدم امتلاك أي رجل مؤمن أو امرأة مؤمنة أي خيار أمام أمر الله ورسوله تقول : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً).
إنّ الآية تُبيّن في أوّلها وآخرها توحيد الطاعة وتعتبره علامة الإيمان ومعارضته تكون (ضلالاً مبيناً) وأي ضلال هو أوضح من أن يترك الإنسان أمر الله العالم الحكيم والرحمن والرحيم ويتوجّه لطاعة الآخرين؟!
* * *
الآية الثامنة تخاطب المؤمنين ، وقد ذكرت شؤون مختلفة في نزولها وكلّها تشهد على أنّ بعض الأشخاص يتقدّمون أحياناً على الله ورسوله بالإقتراحات ويقولون : لو أصدر