وأن ينهالوا بالضرب على رأس «السامري» دون وجل ، ويحرقوا بنار غضبهم المقدّسة عِجله الذهبي المنمَّق الذي يتسبب في جذب قلوب المتعلّقين بالدنيا ومحبّي الثروة واكتناز الذهب وينثروا رماده في بحر الفناء!
أجل فإنّ سالكي هذا الطريق يكرّرون ما قام به الأنبياء المرسلون في سيرهم الظاهري في هذا العالم من خلال سيرهم الباطني للوصول إلى الهدف والمراد وهو «معرفة الله».
وفي نهاية المطاف يلبّون النداء الروحي لنبي الإسلام صلىاللهعليهوآله : «قولوا لا إله إلّاالله تفلحوا» ، فيقتربون من أعلى مقامات الفلاح والفوز من خلال ترديدهم لنغمة التوحيد الروحية السامية بجميع أجزاء وجودهم «حتّى الوريد والشريان».
فيخرجون بهذا السير والسلوك الإلهي من «دار الطبيعة» ليجدوا طريقهم إلى «دار الحقيقة» ومقام القرب الإلهي.
* * *
ولكن النقطة المهمّة تكمن في أنّ هذا الطريق يمتاز بكثرة المنحدرات والمرتفعات والمنعطفات التي تكمن في مسالكها شياطين الجنّ والإنس ، الذين يبذلون الجهد الجهيد و «بزخرف القول» لحرف سالكي هذا الطريق عن مسيرتهم لأنّ إمامهم وزعيمهم إبليس أقسم بعزّة الله وجلاله منذ البدء لإغواء بني آدم ، ولعلمه بأنّه «رجيم» ومطرود من حضرته ، فانّه يدعو الآخرين لاتباعه والاصطباغ بصبغته.
إنّ «الوسواس الخنّاس» هي صفة للشياطين الذين يضعون النقاب على وجوههم ، كالغول الاسطوري في قصص العرب ، يسيرون عدّة أيّام في جادة الصواب ، وبعد أن يجذبوا مجموعة من الناس إلى صفوفهم ، ينحرفون عن الصراط المستقيم ، ويلقون بهم في الأودية السحيقة «للضالين» و «المغضوب عليهم».
إذن ماذا ينبغي القيام به؟
وأين طريق النجاة؟