يا ترى ، هل يمكن طي هذا الطريق بواسطة العقل المجرّد ، على الرغم من أنّ العقل يعد وسيلة من الوسائل التي وهبها الله تعالى للإنسان فهو نور من الأنوار الإلهيّة؟!
أم يجب ركوب أجنحة الوحي والصعود إلى سماء المعرفة ، فنتجاوز ضوء الشمع والمصباح ، ونمدُ أيدينا نحو الشمس المتلألئة ، فنستمد العون من نورها للوصول إليه ، لنحصل على الدليل من ذاته على ذاته؟
حيث إنّ مضمون حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنِ ابتَغى العِلْمَ في غيره (غير القرآن) أَضَلَّهُ الله» (١) ، ينصّ على ذلك ، وهل يوجد غيره ، يعرفه حقّ معرفته ليتمكّن من تعريفه للآخرين؟
إنّ هذا الكتاب وهو المجلّد الثالث من التفسير الموضوعي ل «نفحات القرآن» هو عبارة عن جهدٍ متواضع في هذا المجال لمعرفة الله في مختلف الطرق بتوجيه آيات القرآن المجيد ، وتأييد حكم العقل بلسان النقل ، وترسيخ اسس البرهان بآيات الوحي.
|
محرّم الحرام ١٤١٠ ه ق قم المقدّسة ـ الحوزة العلمية مرداد ١٣٦٨ ه ش ـ ناصر مكارم الشيرازي |
__________________
(١) بحارالأنوار ، ج ٨٩ ، ص ٢٧.